هاشم خريسات يكتب: تحذير دولي للاردن من مشروبات الطاقة !


التحذير الذي وجهته الشبكة الدولية للسلطات المعنية بالسلامة الغذائية الى الاردن قبل ايام .. بعدم ادخال بعض عصائر المشروبات الغازية او ما تسمى تحديدا "مشروبات الطاقة", بعد ما تبين ان تلوثها بالمادة الكيميائية "يثاح" بكميات عالية يشكل خطرا على صحة الانسان, يفترض ان يفتح الباب من جديد امام مراقبة الانتشار الواسع لمثل هذه المشروبات في الاسواق الاردنية خلال السنوات الاخيرة, وتحريض فئة الشباب على الاقبال عليها من خلال برامج اعلانية مكثفة وزيارات ميدانية للجامعات والمدارس واماكن التجمعات الشبابية الاخرى, يتم خلالها ايضا تقديم نماذج مجانية على شكل هدايا من اجل الادمان على تعاطيها مستقبلا ! .

التعميم الذي وجهته الحكومة بعد ان تسلمت التحذير الى الجهات المعنية .. والذي يشمل قوائم واصناف وانواع اكثر من 52 منتجا من مشروبات الطاقة يتم استيراد معظمها من الولايات المتحدة الامريكية وكندا وماليزيا لمنع ادخالها فورا لا يعتبر كافيا بحد ذاته اذا لم تتزامن معه اجراءات مشددة لاخضاع كل ما يتم تداوله في الاسواق المحلية من هذه المشروبات لفحوص مخبرية دقيقة, مع تقييد رخص الاستيراد منها لتتم وفق المواصفات والمقاييس المعتمدة في الاردن والمنسجمة مع المعايير العالمية, واتخاذ كافة التدابير اللازمة لوقف تسريب كميات كبيرة منها عن طريق التهريب حماية للمواطنين من الاضرار الخطيرة الناجمة عنها ! .

كنا قد طرحنا هذا الموضوع خلال الاسبوع الماضي تحت عنوان "هذا التحذير من مشروبات الطاقة" وقد اثار ردود فعل مختلفة منها ما وصلنا عبر البريد الالكتروني بتوقيع "عنات" والذي جاء فيه ان دراسة علمية جديدة اثبتت ايضا ان مثل هذه المشروبات تهيئ المراهقين للادمان على الكحول لان من شأنها ان تساعد على ابقاء المرء متيقظا ومتنبها اطول فترة ممكنة ! .

هذه الدراسة التي شملت نحو الف طالب بينت ان الذين يستهلكون مشروبات الطاقة بشكل متكرر بحوالي 52 مرة او اكثر في السنة معرضون للثمالة في عمر مبكر مع احتمال اكبر للادمان على الكحول في سن الرشد.

تدرس الوكالة الأمريكية للأغذية والعقاقير "أف دي أيه" منذ حوالي العام مثل هذه المشروبات ذات الماركات التجارية الشهيرة التي تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين, وينتظر أن تصدر قريبا قرارا بشأن تنظيم تسويقها.

وتوضح الدراسة التي نشرت نتائجها في عدد شباط من عام 2011 من مجلة "ألكوليزم: كلينيكال أند إكسبريمانتال ريسيرتش" المتخصصة بشؤون الكحول, أن "البحث يشير إلى أن الذين غالبا ما يستهلكون مشروبات الطاقة مهددون بأن يصبحوا مدمني كحول وأن يتناولوها بكميات كبيرة بحسب الإحصاءات".

ويعبر باحثو كلية الصحة العامة في جامعة ماريلاند عن قلقهم إذ "أن مزج الكحول مع مشروبات الطاقة هذه ينتشر أكثر فأكثر. وبما أن هذه المشروبات غنية جدا بالكافيين, فإن عملية المزج هذه قد تؤدي إلى مشاكل أخرى بالإضافة إلى حرمانهم من النوم".

ويؤكد الباحثون أن "مزج مشروبات الطاقة مع الكحول قد تؤدي إلى ثمالة يقظة. أي أن الكافيين يحجب حالة السكر من دون أن يخفض من آثاره الجسدية وتلك التي تطال سلوكيات مستهلكيها". يضيفون "يشعر المرء بأنه أقل ثمالة مما هو في الحقيقة, الأمر الذي يدفعه إلى احتساء كميات أكبر وتبني سلوكيات خطيرة مثل القيادة تحت تأثير الكحول.

بدورنا .. لا نظن بجدوى مجرد التعميم الذي وجهته المؤسسة العامة للغذاء والدواء الى الجهات ذات العلاقة بضرورة التبليغ الفوري في حال اكتشاف وجود اي من هذه المنتجات داخل السوق المحلية, بل لا بد من اقتحام سوق مشروبات الطاقة اذا ما كانت تستهدف ضمان سلامة المواطنين .