|
تعتمد وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية عند اختيار الحجاج عدة معايير منها السن وألا يكون المتقدم قد أدى فريضة الحج سابقا ويشترط لذلك أداء القسم.. الا ان البعض يقولون: «احلف بنية انك لم تحج من الاردن اومع زوجتك» اوما شابه ذلك.
وهناك من ذهب الى ابعد من ذلك حينما برر حلف اليمين الكاذب بقوله «احلف كاذبا وانت ذاهب في طاعة، فمن حج ولم يرفث عاد من ذنوبه كيوم ولدته امه».
مديرية الحج بوزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية اكدت ان اليمين في الحج على نية المستحلف.. وترى ان الاولوية «للحي اولا» باستثناء حالات معينة كالشهداء اوالنذر اوالوصية حيث يتم تقديم طلبات خاصة لهم بان فلانا سيحج عن فلان من قبل ذويهم وتتم دراستها، مبينا انه في العام الماضي لم تأخذ الوزارة باي من هذه الحالات.
من جانبه، اكدت دائرة الافتاء ان اليمين الشرعية تعني توكيد الشيء بذكر اسم من اسماء الله تعالى اوصفة من صفاته، والغاية من اليمين الواردة في السؤال توكيد عدم اداء فريضة الحج سابقا إحقاق للحق ودفع للتعدي والظلم، والاصل ان يكون المسلم صادقا لقول الله تعالى: (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا من الصادقين). وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة وان الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار، وان الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا).
واضافت ان النبي صلى الله عليه وسلم قد سئل: «هل يزني المؤمن؟ قال: قد يكون ذلك، قال هل يكذب؟ قال: لا». وفي رواية أخرى قيل يا رسول الله، المؤمن قد يكون جبانا؟ قال: نعم، قيل ويكون بخيلا ؟ قال نعم: قيل ويكون كذابا؟ قال: لا»، إذ الكذب خصلة من النفاق. قال تعالى (اتخذوا ايمانهم جنة) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، واذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر.
واشارت الى قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لا يكون المؤمن كذابا فإذا كان المسلم لا يكذب طبعا وخلقا فإنه من باب اولى ألا يحلف بالله تعالى وعلى كتابه العظيم كذبا اذ يعظم الاثم بالحلف على انكار شيء وهويعلم انه كاذب فيما يقول، لانه يكون قد وقع في كبيرة، وهي اليمين الغموس التي تغمس صاحبها في النار، وتسمى أيضا يمين الزور والفاجرة والمصبورة اي اللازمة التي تحبس صاحبها.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حلف يمينا مصبورة كاذبة فليتبوأ مقعده من النار) وقال صلى الله عليه وسلم: (الكبائر: الاشراك بالله وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، والذي نفسي بيده لا يحلف رجل على مثل هذا جناح بعوضة الا كانت كية في قلبه يوم القيامة).
وبينت انه لهذا لا مبرر للكذب فيما ورد في السؤال ناهيك عن الحلف الكاذب بتزيين الشيطان من الانس اوالجن بأنه يريد بالكذب الحج والطاعة، فالغاية لا تبرر الوسيلة، إذ الغاية في الاسلام سامية، مشيرة الى ان الوسيلة يجب ان تكون شريفة ومشروعة، ولان في الكذب اعتداء على حق آخر يريد أداء الفرض وهويريد اداء السنة لانه سبق له الحج فلا يكون حجه بهذه الوسيلة حجا مبرورا، ولا يغفر له حقوق العباد حتى الشهيد الذي يبذل روحه في سبيل الله تعالى يغفر كل شيء الا الدين اي حق العباد.
وفي رواية أخرى، اليمين على نية المستحلف، فاليمين تكون على نية المحلف حيث كان للمحلف التحليف، ولا ينفع فيها نية الحالف إذا نوي بها غير ما أظهره.
وناشدت دائرة الافتاء كل من سبق له أداء فريضة الحج أن يتقي الله ولا يقدم على محاولة حرمان أخ له اواخت يتوق لأداء حجة الفرض ويتلهف ان يفسح له المجال، والرسول صلى الله عليه وسلم بين لنا بقوله: (الحج مرة فما زاد فهوتطوع)، مشيرة الى ان المسلم يتعامل مع ربه وخالقه العليم بما في نفسه ونيته وما يجزيه من الاجر والثواب على نيته وقصده، وعلى حبه وإيثاره لغيره طاعة والتزاما، قال تعالى: (وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء)، (والمسلم اخوالمسلم لا يحقره ولا يظلمه) و(لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
|