متى يتوقف نتف ريش الموظفين ؟

متى يتوقف نتف ريش الموظفين ؟

 

بقلم: شفيق الدويك

 

يلجأ كثير من المديرين الجدد في معظم مؤسساتنا الى إتباع أساليب إدارية غير لائقة من الناحية الأخلاقية و غير الأخلاقية مع الأكفاء من المرؤوسين، تتمثل في الإيعاز الى البطانة المرافقة للمدير في كل تحركاته، عدا الحركة التي تشير الى توجهه الى الحمام لقضاء حاجته، لإشعار المدير الجديد فور إرتكاب أي مرؤوس كفؤ لأي خطأ بغية دعوته من قبل المدير للتعرف عليه! ، و بذلك يضمن المدير الجديد و البطانة معاناة المرؤوس من حالة فقدان الثقة خلال عهد المدير الجديد ! تصوروا الرأفة و الطيبة و البراءة التي يتمتع بها معظم قادة مؤسساتنا !!!

لقد أصبحت جميع أساليب التعذيب النفسية التي يمارسها معظم المديرين عندنا، خصوصا أولئك الذين يفرغون تعبهم النفسي، أقصد أمراضهم النفسية، من خلال الضغط على مسبحة غير رخيصة! مكشوفة للجميع، و أصبح بمقدور المراسل أو عامل القهوة و ليس عامل النظافة، لأن الأخير يأتي بعد خروج الجميع من مكاتب المؤسسة، تحديد ما إذا كان المدير الجديد الوارث لمنصبه لديه الكفاءة و الأهلية و القدرة على قيادة ما هو أصغر من حجم المؤسسة !

 

تلقى شخصية المدير الجديد، من الناحية الفنية البحتة، حتفها بسرعة عند أول إختبار مفاجئ أمام أحد أعمدة المؤسسة الحقيقيين من فئة المسحوقين و المجمدين أو المعذبين في الأرض أقصد في المؤسسات، الذين يحصلون على الفتات فقط، و يحلمون بالزيادة أو الترقية في نومهم، أثناء صلاتهم و لربما أثناء خروج أرواحهم . لا أحد يدري !

 

المثير هنا أن أمر الإختبار لا يؤثر على المدير الوارث لمنصبه في شيئ، أقصد القادم للمنصب بالبراشوت، فهو لا يملك حسا إنسانيا أصلا، و هو واثق من وقوفه على أرض أصلب من الفولاذ ! ما دامت الرقابة ، و هي في هذه الأيام مشلولة، عاجزة عن منعه من الإستمرار في نتف ريش موظفيه و حرمانهم من الطيران مثـــل بقية طيور العالم، أقصد حرمانهم من حقوقهم مثل بقية موظفي العالم !

 

لقد آن أوان التدخل يا حكومتنا الرشيدة لوقف ممارسة هواية نتف ريش الموظفين سالفة الذكر، من قبل المديرين غير الراحمين لأحد، لأن الموظفين هم أخوانكم و أبناء عمومتكم، و لا يهون عليكم أن يوضعوا ، بغير وجه حق، في الزاوية المعتمة من الخم حتى يحين موعد ذبحهم، أقصد في أسفل السلم الوظيفي حتى يحين موعد تقاعدهم، و هم أمانة في عنقك يا حكومتنا الرشيدة و لا يستحقون كل هذا النتف.