في غزوة نيويورك


في الذكرى السادسة عشرة لأحداث نيويورك وواشنطن، يُركز الإعلام الأميركي على حمزة أسامه بن لادن باعتباره الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة، القادر على إنعاشه، وإعادته إلى الأضواء بعد الانهيار المتوقع لتنظيم داعش.
التحليلات تقول إنّ الشاب المُجرّب قادر على إعادة ربط الخيوط، مستفيداً من الإمكانية الحقيقية لانضمام فلول داعش إلى القاعدة، ليبدأ معه فصل جديد من مسلسل الإرهاب الدولي.
وفي مثل هذا اليوم أراد أسامة بن لادن أن يغيّر مجرى التاريخ، وقُدّر له ذلك فعلاً، فلا يمكن القول إنّ العالم ما قبل ذلك اليوم، هو نفس العالم اليوم، على أنّ مقصده كان يذهب في اتجاه، أما ما جرى فعلاً فقد ذهب إلى وجهة أخرى.
أراد بن لادن أن يُدّمر رمزية الاقتصاد الأميركي في أهم مكان في عاصمته، وأن تبدأ فوضى لا تنتهي سوى بانتهاء الولايات المتحدة، ولكنّ ذلك المقصد الساذج أفرز مردوداً عكسياً، فقد حصلت واشنطن اليمينية على فرصتها التاريخية باستخدام القوة المفرطة، وتحقيق مشروع قديم يعيد تشكيل مشهد العالم، وفي أقلّه واقع الشرق الأوسط.
البداية الطبيعية كانت في أفغانستان التي لم تحمل معها سوى غزوة صغيرة، والاستمرار الطبيعي كان في العراق الذي سرعان ما سقط جيشه وتدمّرت قدراته، وجاء دور فلسطين ليعاد احتلالها وليحاصر رمزها ويقتل بالسم أو بغيره وليصبح لدينا فلسطينان، شمالية وجنوبية، والحديث عن سوريا وليبيا واليمن يطول ويطول، ويبقى أنّ علينا القول إنّ غزوة نيويورك كانت شراً مستطيراً على بلادنا.