لك الله يا مسرى رسول الله
الله يحميك يا بلد الإسراءوالرباط
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(1)﴾صدق الله العظيم
بمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج الكريمين نرجوا الله ان يتحرر مسرى محمد عليه السلام وان يتخلص من الاحتلال وان يحفظ الله بلد الرباط اردن الخير والبركة وقائده راعي وخادم المسرى والاقصى المباركين .
وكم يعتصرنا الالم على ما هي عليه حال الامة الإسلامية والشعوب العربية من ذل وهوان وسوء حال بعد ان إبتعدوا عن كتاب الله والهتهم الحياة واصبح الهدف جمع المال بدلا من رضى الله والإستمتاع بما حرّم الله بدلا من التمتع بما حلل الله من اطايب وملذات حلال .
وانقلبت الموازين فأصبحنا اهل الكذب والشقاق والنفاق واصبحنا خبراء الفساد والإفساد في مجتمعاتنا وبين أطفالنا وحرائرنا واصبح غير المسلمين هم اهل الصدق والوفاء والعدل في مجتمعاتهم والحريصين على اوطانهم ومواطنيهم دون مباهاة ولا مفاخرة بينما نحن نجاهر بخطايانا ونتبجّح بكذبنا وظلمنا لبعضنا وتدميرنا لمجتمعاتنا وسلب مقدراتنا وحقوق بعضنا تحت مسميات كاذبة .
وها هو حالنا في ارض الأقصى والإسراء لا نخجل من تنازلاتنا للعدو وانا اقصد جميع الأطياف الحاكمة والمتحكمة في عباد الله بل وحتى المجتمع تفسّخ فأصبح تائه ومخدّر لا يدري الصواب من مبعث الخراب بل إنتقلنا من إحتواء الاف المخبرين والجواسيس بين ظهرانينا في فلسطين بعد عقد إتفاقيات سلام وهميّة إلى أن يتخذ الكثيرون من قادة ومواطنين قرارات وإجراءات وأعمال تصب في مصلحة إسرائيل سواء عن قصد أو غير قصد وطبعا ذلك يؤثر سلبا على القضية الفلسطينية .
ونحن في ارض الرباط ونحن في اكناف بيت المقدس تلك المدينة المقدّسة التي كانت العاصمة الدينية للمملكة الاردنية الهاشمية تلك القدس توأم عمان الحبيبة التي ما زالت تحن إلى توأمها وما زالت تتألم لفراقها بعد ان تآمر حكام العرب وقادة ما يسمّى منظمة التحرير الفلسطينية وكانوا قبل ان يفرّقوا بين التوأمين نزعوا الصفة العربية والإسلامية عن مهمة تحرير فلسطين ولبّسوها للفلسطينيين فقط من خلال منظمة لا حول لها ولا قوّة ويتطلّع زعماؤها للمناصب والكراسي التي لا يملكون تحريرها .
نحن في الاردن من كل المنابت والاصول اردنيون من اجل الاردن الغالي نفتديه بالمهج والارواح ونحن في الاردن فلسطينيون من اجل فلسطين الجريحة حتى تعود هكذا تربيّنا وتعلمنا من آبائنا وقادتنا الهاشميون .
وكم نتوق نحن الاردنيون أن يتطهّر وطننا من كل رجس وفساد ونعود الى كتاب الله وسنّة رسوله في إحقاق الحق لأهله ومحاسبة الفاسدين ومعاقبتهم لكي نستمتع بالإنجازات التي تحقّقت على ارض الاردن الطاهر والمكتسبات التي حققها المواطن الاردني الشريف المنتمي لأرضه وقيادته .
إنّ النسيج الإجتماعي الاردني العربي الوحدوي قلّ نظيره في عالمنا العربي المُشتت والذي تجمعه العروبة إسما وتشتته المصالح الضيقة والإرتباطات والإيماءات الدولية المختلفة وحتى في ثورات الربيع العربيّة لم ينتظر الغرب الخريف حتّى باتوا قاب قوسين أو ادنى من تجيير تلك الثورات الشريفة إلى مصالحها من خلال إمكاناتها العسكريّة والماليّة ليكونوا هم تجار الحروب ويهيمنون على النفط والثروات العربية وليكون القرار بأيديهم حتّى وإن إعتلى كراسي الحكم الثوار والشرفاء في تلك الدول وذلك مهما غلى الثمن بأرواح المزيد من الشهداءوالجرحى وتدمير المكتسبات الوطنيّة .
اللهم إجعل رسولك الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم شفيع أمتنا يوم العرض عليك وألهمنا الرشاد والهدى وقرّبنا إلى كتابك وحرّر مسرى نبيك وصخرته المشرّفة .
وقد لجأ النبي عليه الصلاة والسلام إلى حائط وأخذ يناجي رب العزة سبحانه: (( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس إلهي أنت رب المستضعفين أنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل علي غضبك أو أن تحل بي عقوبتك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بالله))
(إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون) [يس].صدق الله العظيم
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 30/6/2011