كل عام والقتل أقل


العيد بات سببا للشكوى والتذمر ولم يعد مناسبة للفرح، وقد غابت عنه مظاهر البهجة والسعادة منذ أمد بعيد، وهو اليوم أكثر اثارة للحزن لاقتصار مراسمه في أكثر الارجاء على زيارة القبور، وهذه هي سوريا التي يقال انها انتصرت وليس معلوما كيف على وجه الدقة للسنة السادسة على التوالي تنزف بلا هوادة، وودعت خلالها عشرات الالوف من أبنائها ما بين قتيل وشهيد، وليس الحال على اختلاف في اليمن الذي كان سعيدا في عصر مضى والدم فيه الان شلالات يهدرها الاخ مع الشقيق، والقصف مستمر من قوات التحالف العربي رغم بدء مراسم الحج، ولم يعد هناك فرق بين هادي وصالح والحوثي وليس في قواميسهم لا ايام ولا أشهر حرم.
وفي ليبيا حدث بلا حرج عن آلاف القتلى والعيد فيها ترحم على من قضوا، والعراق ينزف انهارا مضافة لدجلاه وفراته من قبل ومن بعد صدام، وهو الآن ذبيح من اقصاه الى اقصاه رغم القول ان تلعفر اخر المعاقل. وفي فلسطين عيد ايضا أضيف الى مراسمه زيارة المعتقلين في سجون السلطة، ولا يمر يوم فيها دون ان يذبح فلسطيني او اكثر، وصلاة العيد في الاقصى يتبعها اقتحامات الحاخامات وقطعان المستوطنين، ولم يعد ممكنا فيها القول كل عام وانتم بخير غير ان عباس سيستقبل المهنئين في مقره بالمقاطعة كزعيم.
والحال هنا نفسه الذي كان قبل عام مضى، ولا جديد ابدا سوى ارتفاع الاسعار اكثر والغلاء يرافق العيد كمناسبة للاستغلال، وتنام الحكومة فيه على عسل الاجازة في الخارج، ويرافقها ما تيسر من نواب وأعيان ومسؤولين، ولسوف تغرق العقبة بزوار حجزوا مناماتهم على الارصفة والحدائق العامة وشاطئ الغندور كما في كل عيد، ومتعتهم اكثر ما يكون بمكسرات محامص الشعب باعتبارهم مكسرات الشعب ايضا، وعليه يمكن القول كل عام والناس معيدة اكثر.