نجم الدين الطوالبة: لا تظلموا البخيت فقد بلغ السيل الزبى


لا تظلموا البخيت ... فقد بلغ السيل الزبى

تسعة مقالات خلت أكدت فيها أنني سأضع قلبي وقلمي ومايكروفوني ولساني في خدمة الدكتور معروف البخيت ، لمعرفتي الشخصية بنظافة يده التي لم تتلوث بقرار قطع الأرزاق ، وبياض جيبه التي لم تتسخ بالدولارات ، ودفء لسانه  الذي ما عرف التهكم يوما على أحد ... فاتهمني المنافقون بالنفاق ، واتهمني التافهون بالتملق ، واتهمني أعداء البخيت بالتسلق ، ولو كنت متملقا أو منافقا أو متسلقا لرؤساء الوزارات والذين تربطني بهم جميعا معرفة حقيقية ، أو كنت ممن يتقيئون على عتبات الصالونات السياسية الفارغة التي تمتهن الكذب والدجل في ربوع عمان لاجتزت مرحلة القسم بين يدي جلالة الملك كوزير للإعلام وناطقا رسميا باسم الحكومة خمس مرات  .

لكنني لا هذه ولا تلك ، ولو كان ذلك كذلك لما أعطيت قلمي النظيف الذي لا يكتب بالمداد الأسود كل هذه المساحة من النقد الجريء ، وكل هذا التمدد الذي غطى أسماء أصحاب المواقع العليا في الدولة الأردنية ، ليس بسبب فسادهم الذي يقرره القضاء وحده ، بل بسبب ارتدائهم عباءات أكبر من أسمائهم واكبر من أحجامهم ، فصالوا وجالوا في وزارات الدولة ومؤسساتها دون علم أو دراية أو مؤهلات أو بعد نظر ، فتراكمت قراراتهم الإدارية المزاجية المجحفة بحق عباد الله الصالحين الأردنيين ، فقتلوا طموح الناجحين ، وهجّروا الكفاءات والمبدعين ، وسحبوا البساط من تحت أقدام الأحرار والوطنيين ، وحاربوا أية إمكانية لخلق قيادات من الدرجة الثانية لتحل محلهم ... فوصلنا إلى ما وصلنا إليه من التهتك البنيوي والانسلاخ الوطني ، فتبعثرت خطوات جيل القادمين بسبب نزعة الاضطهاد من جيل السابقين .

ولا أنكر أنني تشرفت بإدارة خمسة احتفالات برعاية البخيت ، وتألقت بمدحه أكثر من تألقي بمدح زهرة لا يتقطر ندى الفجر إلا على تفتحها ، نظرا لقناعتي بأن الفساد الإداري الذي كان بسبب بطانته غير الصالحة من بعض وزرائه أقل خطورة من الفساد المالي والأخلاقي الذي لازم والتصق وتجذر في غيره ، ولم أر السيوف والرماح والأقلام قد انهالت عليهم كما انهالت عليه ، فاذا كان ذنبه أنه أردني نظيف حتى النخاع ، أو كانت مصيبته أنه كان (جنرالا) في قوات مسلحة أردنية باسلة ليس لنا غيرها بعد الله وعبد الله ، أو إذا كانت معضلته أن لونه الأسمر الذي يشبه لون تراب هذا الوطن الطهور ... إذا كانت هذه هي ذنوب معروف البخيت في نظر الشامتين والمتقولين والحكواتيين ، فليس أمام هؤلاء الذي يقرعون على طبولهم الفارغة ، والذين يكتبون على أوراقهم الصفراء بقصد ابتزاز الرجل ومواقفه سوى أن يولوا الأدبار إلى حيث لا رجعة .

وإذا كان البعض ممن تسول لهم أنفسهم بالانتقاص أو الانقضاض على أي أردني ، على اعتبار ان الأردنيين لا بواكي عليهم ... لا وألف لا ... لأن معركة البسوس التي خاضها البخيت وحده نيابة عن كل الأردنيين قد أيقظت فينا غريزة الدفاع وشهوة الانتصار لأخيك ظالما كان أم مظلوما .

كفى وكفى وكفى ... وقد قلنا في الرجل ما نحبه فيه ، وما لا نحبه من بعض بطانته غير الصالحة في الحكومتين ، وأما الذين استيقظوا من النواب بعد أن نام الجميع ، فليس هكذا تورد الإبل أيتها السيدات والسادة ... لأن السياسة النظيفة تحتكم لاحترام رأي الأغلبية ، وليس على طريقة (شيخ قارقوش) الذي يصر على واحدة من اثنتين إما إدانة البخيت وإما سننسحب من البرلمان ، وأنتم تعلمون أن انسحابكم هذا إذا حصل (وهذا مستحيل) فقد لا تكون امامكم فرصة قادمة للنجاح على نفس الطريقة .

أما إذا اعتقدتم طيلة الفترة السابقة أنكم نوّاب ونحن نوّام ، لا ...فقد صحونا من غفوة أهل الكهف التي فرضت علينا ... ولن ننام بعدها كأردنيين تشتتنا بفعل عدم وضوح الرؤيا التي سببها مجموعة من المسؤولين المتنفذين العثمانيين الذين يعتقدون أنهم ما زالوا شبابا وان الذين ولدوا بعدهم بأربعين عاما أصبحوا شيابا .

أيها الرجل وابن الرجال ... أيها البخيت النظيف والعفيف والشريف ... نم قرير العين ، فمن خلفك سيوف لن تنام في غمدها بعد اليوم ... وعلى الميمنة والميسرة منك جحافل أردنيين توالدوا وتناسلوا من صلب الذين استشهدوا على باب الواد واللطرون   

      الإعلامي نجم الدين الطوالبة

مؤسس ورئيس تحرير وكالة الجوهرة الاخبارية