مفتاح واحد لكافة الأزمات

القضاء على داعش بات وشيكا في العراق وسينتهي التنظيم فيها حسب المعلن بعد تحرير آخر معاقله في تلعفر، وقد أعلن رئيس الوزراء العبادي بدء المعركة، وفي سورية يجري دحر التنظيم تباعا في مختلف المناطق، والحال نفسه في مناطق لبنان الحدودية مع سورية، والمشهد يشي بوقت قصير لن يكون بعده للدولة الإسلامية في العراق والشام وجود، والسؤال الآن هو ماذا بعد القضاء على التنظيم؟ وإن الامر يعني نهاية الازمات او تحولها الى مسارب اخرى اقل او اكثر تعقدا، وقلنا قبلا استحالة الحسم العسكري بما يعني الاستقرار على الحل السياسي وقد أشير الى الكثير من السيناريوهات المحتملة غير اي منها جميعا فيه صفة الافضلية او الاجماع.

في الاطار نفسه وبذات الدائرة ترتبظ قضايا وازمات اخرى وكلها لا تقل اهمية عن بعضها البعض، وهي شائكة بذات الوقت، والتوصل الى حلول لها ليس سهلا ابدا لكنها ليست مستحيلة. ومن الغرائب في المشهد ان تحتل المسألة الكردية موقع صدارة الاهتمام قبل القضية الفلسطينية في حين يستمر وضع حزب الله عقبة ومثله الدور الاقليمي لايران الذي يقابله الدور التركي.
والازمات في المنطقة العربية متصلة حكما وهي في ذات الدائرة بتوسعة نصف قطر البيكار او الفرجار من نفس نقطة الارتكاز، وفي المحيط الثاني هذا تحل الازمة اليمنية والاوضاع في ليبيا والازمة القطرية، وفي هذا المحيط لا وجود لطموحات لاطرافه للعب أدوار اقليمية، واكثر ما في البال حضور جيد إن للسعودية او مصر، وهو بهذا المستوى يعد اقل تعقيدا رغم طموحات ايران في اليمن وقرب مصر من ليبيا، ولجهة الموضوع القطري فليس هناك من يصدق حقا وجود خلافات جدية ما بين دول الخليج مجتمعة إذ كلها أمريكية الهوى دون جدال.
تدرك موسكو وواشنطن ان كل الاقفال التي امامها لها مفتاح واحد وليس ممكنا بدونه الاستقرار على نتائج طويلة الامد على اي مساحة بالدائرة المعنية، وهذا المفتاح هو الخاص بالموضوع الفلسطيني، وانه طالما بقي مفقودا فان اي اتفاق يمكن التوصل اليه بدونه لن يؤمن ثبات قدم في مكانها، وتدركان اكثر ان محمود عباس لا يملك هذا المفتاح أساسا كونه لا يملك القفل أصلا.