الشعب أذكى من النظام
لطالما قلت لنفسي أن الشعوب أذكى من الأنظمة الحاكمة..ولطالما كانت معتقداتنا عن الحاضر والمستقبل أقرب إلى الحقيقة..ودائما كنا (نحن الشعب) حاضرين بأجوبتنا وتحليلاتنا عن مايحدث حولنا, مهما اختلفت الآراء بين الشعوب واختلفت أبعادهم في التقدير فهم لايزالون أذكى,لأنهم على الأقل يشاهدون الواقع ويحللونه بالمعدات البسيطة المتوفرة وهم أيضا يتعلمون الدروس ويتأثرون بالمحيط وينجذبون بالأحداث ويتطورون فكريا وسياسيا.بينما الأنظمة مازالت تنظر إلى شعبها على أنه “طالباني” ومازالت هواجس تدمير الأصنام ونقاب النساء المخرم والراية السوداء تعيش في خيالاتهم .
لم تتعلم الأنظمة أبدا الدروس الحديثة ,فما زالت تقمع وتقتل وتحذف كل أنواع البطولة في كتب المدارس في وقت التحرر والوعي الثقافي..ومازالت الأنظمة تعيش القرون الماضية, والرابط غريب بينهم, فعلى الرغم من التباعد النوعي في الجغرافيا إلا أنهم يمارسون نفس الطريقة..فهم يتوعدون الشعوب ومن ثم يتهمونهم بالعمالة وبالأجندات الخاصة فلا يجدون نفعا فينتقلوا بإتهامهم بأن الشعب عناصر دخيلة-طبعا كلٌّ حسب أجندته- فمنهم من يتهم القاعدة ومنهم الإخوان ومنهم حماس وحزب الله ومنهم إسرائيل ويبدأ قتلهم على أنهم أعداء السلام والحضارة في الوقت الذي لم نشاهد جيوشهم تنصر بلدا عربيا واحدا ضد عدو واحد.حينها يبدأ العد التنازلي ويبدأ الإختيار للأخيار..
يستخدمون إعلامهم الذي تربى على أيديهم عقود..فتتفاجأ بمدى الكذب والسخافة والمستوى الدنيء بنقل الصورة, وهنا تدرك حقيقة الأنظمة المسكينة.أما الشعب فهو بالتأكيد أثبت احترافه بالعمل الإعلامي الحر في الميادين والتحليل بأسابيع.هذا ماشاهدناه في الربيع العربي.
لقد جاء الربيع العربي ليفرز الشعب مهاراته في الصبر والإصرار والمراوغة والقتال والإعلام واستخدام الشبكات الإلكترونية والرسم والغناء والإلقاء..مهارات فطرية حاولت الأنظمة طمرها أو لنقل ترسيم حدودها في ظل وجودها وما هذا إلا دليل على علمها بأن الشعوب أقوى وأذكى.