لا تصدقهم يُــمّـا - مقال في الإدارة

 

و الله يا خالتي إبني صارلُه يومين في الفرشه ومتمدّد عليها مثل الشريطه، لا نافعه معاه  الأدوية و لا الأعشاب. الله من فوق يرحمنا برحمته ويزيل هالغمه عنّـــا.

 

هاظا يا خالتي مناديه مديرُه و حاكيلُه : " كثرانه غلطاتك يا فرج، ولازم أنقُلك على فرع ثاني بلكي تتحسن، وإعذرني يا خوي ما في إلك زياده هاي السنه مثل باقي الشباب، وتقريرك مش ولا بُد !".

 

إنت عارف يا خالتي قديش فرج شاطر ونشيط. جاب الأول على دفعتُه قبل أربع سنين، وماخذ كل دورات الكومبيوتر، وبيحكي إنجليزي مثل البلبل و بدرّس كل ولاد الجيران التوجيهي. بس لأنه دُغري و ما بيعرف العَوَج تسلّطوا عليه زمايلُه، وصاروا كل غلطه بيغلطها بورجوها للمدير من ورا ظهرُه على طول، مع إنه أغلاطُه بسيطه يا خالتي، مهو بيشتغل مثل الماتور و بيتأخر بدوامُه وغيرُه قاعد يتكتك عالكومبيوتر أو الموبايل أو طق الحنك و عمره يم عمرة ما تأخر عن دوامُه.

 

إذا نقلوه يا خالتي رايح يتبهدل بالمواصلات في الصيف وفي الشتا، وبعدين إنت عارف تكاليف المواصلات مهي إرتفعت. يا دوب الواحد ماشيه أموره وبدون دفع مواصلات زياده.

 

مشكلة فرج يا خالتي هسه صاير يحكي مع حالّه و خافف أكلُه، و بظل يقول: " معقول أنا بفهمش يا ناس ؟ طيب مهو كل إللي براجعوا المكتب بــدَوْروا عليّ دوارا لأني بخدمهم بعيوني.

 

إبن جارنا أبو مصطفى مدير المدرسه قعد معاه والله يا خالتي وحكى لإبني: " هاي الإدارات دايما لما بدها تطفش واحد بتحسسه إنه ظعيف و مقصّر عشان يخسر الثقه بنفسه و ما يطالب بحقوقه، ويرظى بأي إشي، و نَصَحُه يشوف شغله ثانيه، بلكي ربنا بيسرلُه ولاد حلال ! ".

 

طيب يا خالتي بصير هيك ؟ يعني يظل الواحد مش مستقر بشغلُه وحاسس حاله لا هو بالبر و لا هو بالبحر؟ مش  ولادنا ولاد الحكومه، ومش هاظا إغتيال شخصية يا خالتي مثل ما بسمع بالتلفزيون، يعني الواحد بموت بس بظل يتنفّس ؟ !!!