فلت خيط القبان
الكاتب الصحفي زياد البطاينه
لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة فإنها تعيي الطبيب ؛ وتدوخ اللبيب؛ وتحير العاقل وتريك النجوم في عز الظهيرة ..... وإذا كانت الحماقة علة يسأل لصاحبها العلاج ويبذل كل غال ونفيس حتى تزول عوارضها عليه فيعود كما كان إنسانا سويا يعي ما يقوم به من تصرفات ويدرك ما يقدم عليه من حركات وتحركات .....، فإنها عندنا أضحت سياسة يتم نهجها في مختلف مرافق الحياة وتشعباتها ،
ويكفي للمرء أن يتأمل في بعض المشاهد اليومية لهذا البلد حتى يدرك أنه بلد الحماقات الغريبة بامتياز ، وأنه بلد يسير بلا موازين تذكر، وأنه بلد إذا قدر للموازين أن توجد على أرضه فإنها سرعان ما ستشكو للعالمين انقلابها رأسا على عقب بين لحظة وأخرى
نعم هذه هي الحقيقة ولا نقول فندا ، فحين اختارت القله العريضة من الشعب في آخر انتخابات بالعزوف عن صناديق الإقتراع وقررت منح أصواتها للفراغ المريب بحجة عدم الثقة بالتشريعات او او السلويات وان لابيع لشخوص قدموا لها الوعود ا لسنين من الدهر ثم أذاقوها من لغة النكران والحرمان والتلاعب ما لا طاقة لها به ......ومادروا ...انه نتاج اختيارهم وثقافتهم الانتخابيه ووعيبهم الذي ظل يلازمهم .... وكان المتوقع أن يعيد المواطن حساباته مثلما يتم فتح حوار وطني لمعرفة أسباب اختلال الموازين ودوافع عدم انسجامها مع مصلحة السلطات والسياسيين ةاسياب غياب الاخر وراي الاخر ... بجلسة نقد ذاتي سليمه
لكن شيئا من هذا القبيل لم يقع على الإطلاق ، وكان... ماافرزناه بانتخاباتنا ... من شخوص نامل ان يكونوا على قدرالمسؤوليه ... شخوص نجل ونحترم وقد زرعت بهم الثقة ثقه المهتمين بوطنهم وامتهم لا الغير مبالين ممن يجلسون وجلسوا على دكه المتفرجين شامتين ناقدين حاقدين حتى اصبحت ساحتنا ذات التربه الخصبه للاشاعات والاتهاميه والتلاوم والاقاويل المفبركه والطعن وعادت الفئة التي صامت عن الانتخاب واختيار الاصلح القادر على خدمتها وخدمه الوطن... لتطفو على السطح منبريه تاره وشامته تارة اخرى ومنتقده وكان الاجدر ان تسل نفسها اين كانت ....رضى الشعب ،
مثلما عدنا لنكرس مبدا الانهزاميه ونسهم في تكريس أزمة سياسية اقتصادية اجتماعية عنوانها الأبرز غياب ما تبقى من حروف الثقة بين الشعب من جهة وبين الفاعلين السياسيين من جهة أخرى ....... و اصبح المطرالمعارض الأول والأخير في بلد يفتقر إلى معارضة حقيقية تتبنى مطالب الشعب وتدافع عن حقوقه وتهتم لمصالحه ، وبغيابنا عن ممارسه حقنا الدستوري وواجبنا الوطني حرمنا الوطن وانفسنا من الواجب نحوه وبدانا نتلاوم ونشكي وهما حق ليس لمن غاب
وكان ان عملنا على تحويل هذه النعمة إلى نقمة يخافها الكبير قبل الصغير على بلد احوج مايكون فيه الى اللحمه والتعاضد ليعكس عليه كل امور الحياه .
واعتقد ان الريح التي مزقت الكثير من الشعارات وكشفت المستور وبهتان الشعارات التي يرفعها البعض في حملاتهم الانتخابية ليعودوا اذا مافشلوا لينضموا لقائمه النقاد والمشككين ، واليوم هذا ماافرزه اختيار الشارع وهذا ماكان بالدلو وهاهي الكراسي والمناصب والجاه والسلطه تذهب ويبقى هذا المواطن باق شئنا ام ابينا ..... وهذا هو اختياركم ومن غاب فليس له حق ان يسال .....والذي كان بالقدر غرفته المغرفه ......
. presszia@yahoo.com