فسادهم وفسادنا

 


 


تواجه فرقة بريطانية مشهورة – نسيت اسمها- معارضة شديدة من مجموعات بريطانية تنظم مسيرات واحتجاجات ضدها، وتحاول اقناع الناس بعدم حضور حفلاتها. لكن عندما يعرف السبب يبطل العجب . كل ما في الأمر أن هذه الفرقة متهمة بالتهرب من دفع الضرائب، حسب ما سمعت من إذاعة البي بي سي البريطانية.

يعني ، أن هذه الفرقة استخدمت القوانين المتاحة من اجل تخفيف نسبة الضرائب عليها-. ..عن طريق نقل اعمالها الى دولة اوروبية اخرى- وهي ضرائب فاحشة وكبيرة بطبيعة الحال، لكن الشعب لم يغفر لها هذا التملص من الواجب الأخلاقي في دعم الوطن.

هكذا يتعامل الشعب مع المتهرب الضريبي في الغرب ، لأنه يعتبر ان المتهرب وكأنه يسرق من خزينة دولته التي له – المواطن- حصة منها وفيها . ومن الواضح ان هذا التعامل يتم عندنا بشكل معكوس تماما.

نحن نربط بين سرقة الدولة والشطارة والذكاء والفهلوة ، وكل مسؤول يخرج من الحكومة وهو يمتلك الملايين المشبوهة نحيطة بالمحبة والإعجاب والتقدير والحسد أيضا، ولا احد منا يدينه، بينما ندين المسؤول الذي خرج من الحكومة (حلط ملط) ونعتبره أهبل وجبان وبدل... والبسه بتوكل عشاه.

الفاسد يجد حوله عددا كبيرا من المعجبين من اقاربه ومن حولهم، وإذا تعرض - لا سمح الله- الى مساءلة يلتف الناس حوله ويتظاهرون ويعتصمون دعما له على قاعدة غزية التي غزت..وهذه أسوأ انواع الاعتداء على المجتمع المدني الذي نسعى اليه.

ببساطة : فسادنا مدعوم شعبيا وتحت رعاية الأقرباء والأصدقاء والمتنفعين...لذلك تفشل كل هبّات مكافحة الفساد ، ونعود دوما الى مربعين قبل المربع الأول...وكل ما نقوم به من هبات واعتصامات ضد الفساد علينا أن نقوم به أولا داخل ذواتنا حتى نتحرر من عقدة (الفاسد شاطر) وبعدها نستطيع مكافحة الفساد بكل بساطة ويسر.