غياب الرجال الراشدين
لقد كثُرت إنشاء مجموعات وجماعات كلٌ يسمي ما يحلو له، مع العلم أن أول من طالب بالإصلاح هم الضباط المتقاعدين، ولقد سبقوا الربيع العربي بعدة شهور، والآن كل مجموعة تطرح مطالب منها المقبول والمعقول، ومنها لا هو مقبول ولا معقول. وكل الشعارات طُرحت من قبل القائمين على تلك التحركات للمطالبات، وكان تجاوب الشارع متفق ومجمع على الإصلاحات لمحاربة الفساد، وعدم توريث المناصب، وتوزيع الخدمات بعدالة على جميع أنحاء المملكة، وهذا أقصى ما أجمع عليه الشعب الأردني، وكذلك تعديل الدستور، وعمل قانون انتخاب عصري يلبي طموحات الشعب ونقطة.والآن بدأت المطالبات ترتفع عما سبق، والآن أجزم بأن من يطالب بالإصلاح إذا تعدوا سقف تلك المطالب، فإنهم لن يجدوا من يساندهم تحت أي ظرف، لأن الشعب حريص أشد الحرص ومتمسك بكل ما يملك من عزم وقوة بالقيادة الهاشمية، وهذا ليس نفاقاً ولا تسلقاً، بل هو الواقع، والذي لن تجد من يجادلك فيه، والسؤال هنا: أين رجالات الأردن الراشدين؟ الذين هم وطنين بفطرتهم، وحكمين بآرائهم، وسديدين بخطاهم. ألا يوجد بكل محافظة من محافظات الأردن رجالٌ زاهدين من الدنيا، ومتطلعين لهموم الوطن والمواطنين، بأن يتجمع من كل محافظة خمسة رجال ويعملوا ما بينهم اجتماع، ويطلبوا من قائد الوطن الاجتماع به لإطلاعه على المطالب الحقيقة والواقعية للناس، بحيث أنهم ليسوا أصحاب أجندات أو مصالح، ولا يريدون المكتسبات، ويكونوا صادقين ومؤمنين بالوطن، وأعتقد أن صوتهم سوف يكون مسموعاً عن قائد الوطن، ومطالبهم مجابه، لأنه لم يلمس الشعب لغاية الآن أية نتائج للإصلاح على الصعيد الفعلي، والحكومة تريد هضم الوقت، والبقاء لأطول فترة ممكنة، مثلُها مثل الحكومات التي سبقتها. فلا يُعقل أن تكون قضية الحكومة خروج خالد شاهين مع العلم أنها هي من سمحت بخروجه، ولا يمكن أن يكون اهتمام الحكومة بقضية الكازينو مع أن كلا القضيتين تم صنعهما داخل الحكومة. والشعب لا ينظر لكلا القضيتين بالحديث عنهما أنه إصلاح. المواطن لا ينظر بهذا المنظور، الشعب يريد الإصلاح الحقيقي والفعلي بدون مواعيد ليس لها تاريخ محدد وهل من يسمع للمرة.............................................