انجاز لــ"الصحفيين"

قد لايحل قرار مجلس الوزراء أول من أمس بخصوص رفع قيمة سعر الاعلان الحكومي في الصحف من الأزمة المالية للصحف، ولكنه من المؤكد سيساهم بتخفيف الضغط المالي على الصحف التي تجد نفسها في عصر التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي في موقف مالي صعب جراء انخفاض الاعلانات، وزيادة نفقات انتاج الصحف.
القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء جاء بضغط من مجلس نقابة الصحفيين الذي بذل جهودا جبارة باتجاه رفع سعر الاعلان الحكومي، لمساعدة الصحف بزيادة دخلها من الاعلان الحكومي. وهذا الجهد لابد أن يشكر المجلس والنقيب عليه، فالصحف، تعاني الكثير هذه الأيام، وهناك اسباب موضوعية وذاتية لهذه المعاناة، وتحتاج إلى عمل كبير لمعالجتها بتضافر جهود الجميع.
باعتقادي، أن هذه الخطوة الحكومية ليست بسيطة، وهي مهمة باتجاه العمل لتخفيف الأزمة التي تعاني منها الصحافة.
وهنا، لابد، أن نوجه لمجلس النقابة الشكر على هذا الجهد، وندعوه بالتعاون مع ادارات ورؤساء تحرير الصحف مواصلة العمل نحو ايجاد حلول جذرية لأزمة الصحافة.
فهذه الخطوة مهمة، وتساعد، ولكنها، لاتنهي المشكلة والأزمة الصحفية. هناك حاجة فعلية لاجراء حوار عميق وصريح يشارك فيه كافة الاطراف الفاعلة في الساحة الصحفية، لتحديد الاسباب التي ادت إلى هذه الأزمة والعمل على وضع تصورات وآليات عمل لمعالجتها، بشكل يضمن استمرار الصحافة وتطورها، ويعزز من فعاليتها وارباحها ومهنيتها.
نعم. لقد جرت سابقا حوارات حول هذا الموضوع، ولكن، للاسف لم تنته الأزمة الصحفية، وانما تفاقمت بشكل اصبح يهدد صحفا مستقرة، كما يهدد العاملين فيها.
لذلك، فالحوار المطلوب من وجهة نظري، يجب أن لايكون حوارا شكليا، وانما عميق وموضوعي وصريح، ويضع آليات بالتوافق بين كافة الاطراف للخروج من عنق الزجاجة والتقدم إلى الأمام على كافة الصعد.
من الواضح، أن نقابة الصحفيين، تولي أهمية كبيرة لايجاد حلول لهذه الأزمة الصحفية، ويجب من الجميع بناء على ذلك، عدم التراخي.. فالتراخي هنا يعني أن ازمة الصحافة ستتفاقم، وستزداد صعوبة، وستؤثر على الجميع.
كما أن القضية لا تهم فقط النقابة، وانما ادارات الصحف وكذلك الحكومة، فالحكومة التي اتخذت قرارا مهما برفع قيمة سعر الاعلان الحكومي، لم تنته مهمتها عند هذا الحد، فهي يمكن ان تعمل الكثير من اجل انهاء الأزمة المالية للصحف. واعتقد، أن مجلس النقابة قدم على هذا الصعيد اقتراحات يمكن أن تتبناها الحكومة وتقرها كما اقرت رفع قيمة سعر الاعلان الحكومي.
اعتقد أن الوقت مهم في معالجة الأزمة، ما يتطلب من الجميع العمل وبسرعة وبخطوات مدروسة وواضحة ومشتركة.