المنتخب الأولمبي .. خلل ما يوقف حدود الطموح ويتلاشى الحلم

ا
 كالعادة تتوقف المسيرة عند حدود الدور الثاني من التصفيات الأولمبية، هل كان أفضل منتخب أولمبي الذي ظهر في تصفيات لندن 2012 ؟ ربما الأسماء التي ضمتها التشكيلة ورحلة الاعداد الطويلة، جعلتنا نتجرأ على الحلم بالوصول بعيدا في هذه التصفيات، خلل ما أدى إلى تبدد هذا الحلم وتلاشيه.
قرعة صعبة وغاب عنها الحظ عندما وقع المنتخب مع كبير آسيا “كوريا الجنوبية”، ومع ذلك اقترب كثيرا من الوصول لدور المجموعات، بعد أن تقدم مرتين ولكن لم يحافظ على تقدمه في المرتين، لتضيع فرصة التأهل ولكن كسبنا فريقا كما يحصل مع كل فشل رياضي.
إجتهاد وإرباك
يسجل لهذه التجربة البداية المبكرة في رحلة الاعداد للتصفيات، ويسجل إيضا أن المجموعة المتواجدة بالثوب الأولمبي هي الافضل إلى حد كبير، وإن كان هناك اختلاف على اسم عامر أبو حويطي صاحب الاداء الابرز بين أقرانه والأكثر خبرة، بعد أن لعب في بطولات عربية واقليمية مع فريقه الوحدات، الاستبعاد كان بدافع تربوي وليس فني ونحن مع توجه الجهاز الفني، ولكن الاصل دائما في العقوبة أن يكون الاصلاح والتقويم وليس الاعدام، وهذا ما حصل في حالة أبو حويطي بعد الاصرار على إستبعاده رغم مرور وقت طويل على الخطأ الذي ارتكبه، ومعه كان مهند جمجوم الذي راقب التصفيات كمشجع، وهو الذي يقدم مستوى مميزا مع فريق الجزيرة، وبعث برسالة للجهاز الفني قبل ايام من لقاء كوريا عندما سجل في مرمى الوحدات هدفين، ومع ذلك بقي الاصرار على الاستبعاد وإحضار لاعب ينتظره مستقبل مشرق ويدعى منذر أبو عمارة، ورغم أن اللاعب لم يشارك سوى دقائق معدود جعلتنا نخسره في التصفيات المقبلة، مع أنه يستطيع المشاركة مقارنة مع عمره ولكن التعليمات لن تسمح له، ولا نعلم ما هي الحكمة من فقدان جهود لاعب سيكون من أبرز اللاعبين بعد أربع سنوات من الخبرة والاحتكاك؟، وهل يندرج ذلك تحت بند خطأ إداري؟.
ذلك هو مجرد اجتهاد من الجهاز الفني، وهو ذات الاجتهاد في إبقاء حارس المرمى فراس طالب على مقاعد البدلاء في لقاء الاياب، وإشراك عبدالله الزعبي بديلا له، والذي لم يظهر بالمستوى المعروف عنه وبدا مهزوزا في ادائه وقد يتحمل جزءا من الهدف الذي أصاب شباكنا لتظهر حالة من الارباك على اداء اللاعبين، رغم تحسن المستوى في الحصة الثانية والتي كان من الممكن أن تشهد التأهل لو أحسن حمزة الدردور التعامل مع الفرصتين اللتين واجه فيهما المرمى قبل أن نتلقى هدف التعادل.
بطولة خاصة للأعمار الاولمبية
نمتلك مجموعة كبيرة من المواهب التي ينتظرها مستقبل مشرق، ويسجل وجود منتخب الناشئين في نهائيات آسيا 2010، وهذا المنتخب سيكون نواة المنتخب الأولمبي المقبل، بعد أن يترفع نجوم المنتخب الحالي ليكونوا نشامى المنتخب الوطني.
نعترف أننا كسبنا لاعبين مميزين في التجربة الحالية وسيكون لها شأن في المستقبل، ولكن يبقى عامل الاحتكاك والظهور لمن سيكونون في النسخة الأولمبية المقبلة مقترنا برغبات الأندية ومحكوم إلى درجة كبيرة بحاجة الاجهزة الفنية.
وقد يكون أفضل الحلول هو اللجوء إلى بطولة خاصة للفرق وتنحصر المشاركة فيها باللاعبين الأولمبيين، على أن تكون بطولة حقيقية والحافز فيها كبير وإجبار الأندية على المشاركة فيها. وستكون مشاركة اللاعب في بطولة من هذا النوع فرصة مميزة أمامه لإظهار مواهبه واكتشافه من قبل الجهاز الفني للمنتخب الاولمبي المقبل.