المنبطحون


 
من يرى بعض الموظفين في المؤسسات العامة والوزارات الحكومية، يظن أنهم «مُنهكون» من العمل و»مُتعبون» حدّ الذبح. فتجدهم وقبل أن يبدأ الدوام، «منبطحون» على أجنابهم وكأن أكياسا من الرمل أُلقيت فوق أكتافهم.

وحين يقومون لتناول أكواب الشاي أو القهوة أو لاشعال سجائرهم التي غالبا ما تكون من الآخرين، تحس وكأن أقدامهم قد قيّدت بالسلاسل.

تأفف وشكوى لا نهاية لها وثرثرات يملؤها التثاؤب وظهور لأسنان صفراء وأُخرى نخرها السوس. يسعلون و»كحّة» تجعلك تشفق عليهم. ومع ذلك لا يتوقفون عن التدخين وقضاء ساعات الدوام بالنميمة بشكل ونطاق شاسع.

وفي المقابل هناك موظفون مهمتهم «حراسة» الحدائق العامة، مثل «حدائق الحسين» وغيرها من الاماكن العامة. فتجد بعض الناس ممن يأتون الى الحديقة يعيثون فيها فسادا وتحطيما للمقاعد والمراجيح ولا يسلم من عبثهم الشجر ولا النبات ولا الرصيف ولا مواسير الماء التي تصل المناطق التي يُفترض أنها «خضراء».

تخيلوا ان بعض الناس يذهبون الى الحدائق العامة ومنها، «حدائق الحسين» الأكبر مساحة وحجما في الاردن، ومن المفروض أنهم ذاهبون لممارسة الرياضة والريجيم والتخسيس و»شمة الهوا». وهنا أتحدث عن ما كان يسمى «الهواء النقي». وتجد هؤلاء يحملون «طناجر» متخمة باللحوم والشحوم والأرز والخضار والطبيخ و»الكبسة» و»المقلوبة» و»المنسف» و»المسخّن». ناهيك عن الوجبات الجاهزة والمشروبات الغازية والسوائل الأُخرى. وبعد ذلك، وبعد ان يلتهمون «دونمات الطبيخ»، تجد الواحد منهم يطلب مشروب «دايت». عشان يحافظ على رشاقته وهو الذي التهم نصف خاروف.

وبعد ذلك، تجد من زوار الحديقة، من يُشعل النار لعمل «أرجيلة». ويجمع حطبا ويكسر عيدانا جافة من «الحديقة» ذاتها. كل ذلك وبعض موظفي الحدائق أو «الحُرّاس» منبطحون في «الفيّة».