مزارعو الأغوار صيفاً وشتاء


مع الموجات الحارة الاستثنائية المتتالية التي تجتاحنا هذه السنة نتذكّر الزراعة في الأغوار وتضرّر المزارعين الذين باتوا يعيشون بين فكّي كماشة قيظ الصيف وصقيع الشتاء.
وهذه وحدها كفيلة بإفلاس الكثيرين، فما بالنا بالاغلاقات المتتالية للأسواق التقليدية، وعدم نجاعة السياسات التسويقية، وكلّ ذلك أدّى إلى أنّ عدد المزارعين الملاحقين قضائياً زاد على الثلاثة عشر ألفاً هذه السنة.
في تقرير للزميلة "الغد” أنّ اتحاد المزارعين طالب في مذكرة لوزير العدل بتأجيل تنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم لحين ترتيب أوضاعهم المالية، وبدورنا نُثنّي ونتمنى على الحكومة تبني المسألة فنحن نتحدث عن عشرات آلاف العائلات لا عن قضية فردية هنا أو هناك.
ولقد شاهدنا بأم عيوننا في مزرعة واحد من كبار المزارعين التقليديين جمال مصالحة في الغور الأوسط ، وهو يزرع آلاف الدونمات، كيف تُترك المحاصيل دون حصد أو قطف لسبب انهيار الأسعار، أو أن الأراضي تُفتح للناس للأخذ مجاناً، أو حتى جعلها مرعى للأغنام، ولعل الأوان آن لتدخلات حكومية حاسمة.