إلى معالي الدكتور تيسير النعيمي – عذرا معاليكم أنت السبب !


 

عقاب المناصير - ولي أمر طالبة توجيهي أو توجيعي  -حزّ  في نفسي وهـزّ مشاعري كما هو غيري ما شاهدناه بالأمس أمام بعض قاعات امتحان الثانوية العامة من بكاء وانتحاب واحباط بل وانهيار للعديد من أبناءنا ولناتنا وهم يخرجون من امتحان مبحث الفيزياء كمن خرج من معركة خاسرة في حالة من الهستيريا وبعضهم يحضن أمه أو أباه الذين ينتظرون ليخر صريح الانتحاب !

ولعل ما سترد به الوزارة على الاحتجاجات أن الامتحان من المنهاج ومن صميم الكتاب المدرسي وهذا كلام سليم لكن السؤال من أي مصدر درس هؤلاء الطلبة وفي أي  مكان ؟ لقد سمعنا الكثيرون منهم يشكون الى الله المعلم فلان وفلان وفلان ممن يعملون في مركز كذا وطذا وكذا ويمزقون الدوسيهات المتعددة ذات الأسماء البراقة ووصل الأمر الى شتم من جرفهم الى الهاوية  من معلمين ومراكز ثقافية أغوتهم بدوسيهات ممسوخة تختزل الكتاب بفتات من المعلومات وبحصص تقوية بدل المدارس تهدر وقتهم وتبعدهم عن مدارسهم فأصبح طلبتنا مدمنو ملخصات يدفعون في النهاية ثمن ذلك من أعمارهم وجيوب أولياء أمورهم والمستفيدون هم معلمو المراكز والمروجون لها وهذا هو الاحتيال بعينه . وينبري الصداحون لكيل الاتهامات للوزارة والامتحانات مبررين لأنفسهم ما اقترفوه بحق الطلبة لإغواء دفعات قادمة من الطلاب تمهيدا لجرهم للمراكز لمزيد من الكسب واللف والدوران والضحك على الذقون .

واننا كأولياء أمور وآباء وأمهات أي كان موقعنا نتساءل من المسؤول عن ذلك ؟ أهو الطالب المغرر به أم ولي الأمر الراضخ لطلبات ابنه أم هي المراكز الثقافية وصداحوها ؟!

أعذرني معالي الوزير المسؤول هو معاليكم صاحب السلطة والقرار ... فكل ما يجري هو تحت سمع وبصر وزارتكم العتيدة . ان من واجب الوزارة والوزير شخصيا حماية طلبة الثانوية العامة مما يحيق بهم من تضليل وإغواء والابتعاد عن الكتب المدرسية وذلك بمنع إجازة هذه الملخصات والدوسيهات التدميرية والتي شاهدها معاليه وشاهدناه يعلق على ضررها قبل سنوات على شاشة التلفاز .ان من مسؤولية معاليكم القانونية والأدبية التحرك فورا لمنع هذه المراكز الثقافية من ممارسة  ترويج الدوسيهات وعقد دورات التقوية في المناهج والكتب المدرسية وذلك تطبيقا للقانون الذي كافح معالي الوزير لاستصداره ولم نعد نسمع به منذ سنوات .

ان من عين الصواب والحكمة ان يحاسب معالي الوزير كل من يشوش على طلابنا وامتحاناتهم بما يسمونه الآن حصص المراجعة وان يحاسب كل من يروج لهذه البضاعة الفاسدة التي باتت تسمم عقول ابناءنا . لقد اضحت المدارس يا معالي الوزير ساحات صراع وتوزيع نفوذ بين المراكز الثقافية وها نحن نرى النتيجة .

نعم سيدي الوزير أنتم السبب . فلو طبق القانون لما أهمل الكتاب لصالح الدوسيهات ولما أهملت المدارس لصالح المراكز الثقافية ولما تجرأ الصداحين بكيل الاتهانات للوزارة وللآمتحان لأنه لم يأتي على مقاساتهم .

أعذرني معالي الوزير فأنت أعلم بالأمر مني وأنت الأقدر على تصويب المسار رغم قوى الشد العكسي من أصحاب المراكز واشابينهم ورغم اللوبي القوي الذي بات معروفا .

وأخيرا أقول لمعاليكم ان هؤلاء الذين بكوا بالأمس أمانة في عنقك وأنت المسؤول عنهم .

وفقكم الله لما فيه خير هذا النشء وحما الله الأجيال القادمة من طلبة الثانوية من حمى المراكز وحيتانها . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .