أوف من الأزمة !


هذا لسان حالنا جميعا بينما لا نتنبه الى أننا نحن سبب في أزمة المرور على الطرق إذ نجوب الطرق ليل نهار بداع ومن دون داع .

سألت، إذا كانت هذه الكتلة البشرية الهائلة وهذه الأرتال الطويلة من السيارات تملأ الشوارع كل الوقت في أوقات الدوام وفي غيرها فمن يعمل إذا ؟

أزمة المرور لا ترتبط بمواعيد ذروة كما هو متعارف عليه في كل عواصم الدنيا، فتجدها في عمان خلال الدوام وقبله وبعده، وكأني بالموظفين في الوزارات والمؤسسات والشركات والبنوك والمحال التجارية وغيرها يديرون وظائفهم في السيارة .

حتى لو تم توفير وسائط نقل عامة آمنة ومناسبة للتخفيف من أزمة السير والإستهلاك المفرط للوقود وهو يبدو هدفا بعيد المنال، فإن الأزمة ستستمر لأننا بتنا نهوى السيارات والتجوال فيها ولأن الحكومات المتعاقبة التي لم تتصد لهذه الأزمة عودتنا وشجعتنا وسهلت لنا ذلك.

هل ثمة حلول ممكنة، حتى لو أن تنفيذها يحتاج إلى قرارات عاجلة وجريئة، لا تتعلق فقط بتنظم السير إنما تهدف الى التخفيف من حدة الأزمة الدائمة وتنهي الإستهتار والفوضى، مثل تنظيم سير الحافلات على الطرق بإلزامها المسرب الأيمن وفرض غرامات كبيرة بحق المخالفين وحظر منح رخصة عمومي على من هم دون سن الأربعين، وفرض شروط قاسية لمنحها تتشدد في حسن السيرة والسلوك واللياقة والقيافة، لأن القيادة فن وذوق واخلاق، وهي مهنة ولا يجوز أن يشغلها من لا مهنة له أو لمن لم يحظ بمهنة، حظر القيادة لمن يمنح رخصة قيادة خاصة ممن هم في سن 18عاما ولكلا الجنسين من دون مرافقة أحد الأبوين ولمدة عامين على الأقل على حصوله على الرخصة إدخال قوانين السير وأنظمته كمادة إلزامية في المدارس بدءا من الصفوف الأولى وحتى الثانوية العامة وتخصيص مواقف خاصة وتجمع لسيارات التكسي على الطرق الرئيسية، وإلزام الركاب التوجه اليها، وحظر تجوال سيارات التكسي فارغة على الطرق ومنعها من التحميل من غير المواقف المخصصة لها على أن تكون معروفة ومتاحة وسهلة في الوصول اليها وتخطيط الشوارع، وإلزام السواقين إتباع إشاراتها عند القيادة وفرض غرامات على المشاة ممن يتجاهلون الجسور المخصصة لهم.

التخطيط الإستراتيجي متوسط وبعيد المدى لا ينفي الحاجة الى الحلول السريعة، لكن ما يثير الدهشة هو تكرار ذات الأخطاء تحت بند الغفلة أو صعوبة التنفيذ مثل البدء بتنظيم الطرق الجديدة بأساليب حديثة تتحوط لوقوع أزمات قادمة بسرعة.