د. احمد ابو غنيمة يتساءل : من يُطلق رصاصة الرحمة على حكومة البخيت ؟؟؟

د. احمد ابو غنيمة يتساءل : من يُطلق رصاصة الرحمة على حكومة البخيت ؟؟؟
بانتظار معجزة غير متوقعة في مجلس النواب المشكوك في صحة تمثيله للشعب الأردني، تنتظر حكومة الدكتور معروف البخيت مصيرها المحتوم في الُعرف الأردني بالرحيل على وقع أزمات افتعلتها منذ قدومها وكتمت أنفاسنا وحرقت أعصابنا منذ أشهر عدة خلفاً للحكومة التي أشرفت على التلاعب بإرادتنا في انتخابات 2010 النزيهة والشفافة إلى أبعد الحدود كما زعمت الحكومة وقتها وخالفتها فيها مراكز الرصد وغالبية الشعب الأردني.
حكومة السيد معروف البخيت حانت ساعة رحيلها إلى غير رجعة بعد ان فقدت مبررات وجودها، فلا إصلاح سياسي كما وعدت ولا ملاحقة للفاسدين الحقيقيين كما أرعدت وازبدت ، فالإصلاح السياسي الذي نادي به جلالة الملك وكلف لجنة الحوار بدارسته وتقديم توصياتها في مجالي قانوني الانتخابات والأحزاب بقيت حبيسة أدراج مكتب الرئيس بتغييبها عن الدورة الإستثنائية لمجلس النواب المشكوك في تمثيله أصلاً للشعب الأردني.
وبدلاً من مكافحة الفساد بصورة جادة وحقيقية ، وقعت الحكومة في مثلب خروج السجين المحكوم خالد شاهين في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من مؤسسات الدولة، ولا زلنا وإياهم نبحث بشغف ونتساءل مين اللي ورا خالد شاهين ؟؟؟ هذا السؤال الذي بات الجميع يعرف اجابته عدا الحكومة التي لا زالت تحقق في الموضوع والمرجح أن تقيد القضية ضد مجهول !!!!
حكومة الدكتور البخيت ستغاردنا غير مأسوف عليها وعلى كثير من وزرائها الذين لم نلمس لهم وجوداً في أعمال هذه الحكومة ، وستخلف للحكومة التي وراءها إرثا كبيراً من المشكلات السياسية والإقتصادية نتيجة قرارتها المتخبطة ومعالجتها لكثير من الاحداث بكثير من القمع والضرب والاعتقال وغياب كامل للحكمة والتعقل !!!!
لا يهمنا أن تتم إدانة المتسببين في قضية الكازينو بما تحلمه من أسماء كبيرة حملت مسؤلياتها الرسمية في السنوات الماضية، فسواء تمت الإدانة من مجلس نواب لا يمثلنا أم لم تتم، فالإدانة الحقيقية ستكون من الشعب الأردني الذي هاله حجم الفساد الكامن في تفاصيل هذه القضية، وكيف سكتت الاجهزة المعنية في الدولة من المخابرات والديوان الملكي عن كشف تفاصيلها وقت حدوثها بدل استفحالها ووصولها إلى ما وصلت إليه من فساد يزكم الانفاس ويصدم العقول ويوقف دقات القلوب.
 
اما الحكومة القادمة، بغض النظر عمن سيشكلها، فسيكون مصيرها مثل مصير حكومة الدكتور البخيت إن لم تصدع لرغبة الشارع الأردني التواق إلى إصلاح سياسي فعلي ومحاسبة حقيقية للفاسدين قد تكون خطوتها الأولى إعلان الشخص أو الأشخاص الذي سهلوا خروج شاهين ليقضي محكوميته في عاصمة الضباب.
 
رحيل حكومة الدكتور البخيت ينبغي ان يحظى بشرفه الشعب الأردني الذي لم يكِل ولم يمل طوال أشهر عدة وهو يخرج في مسيراته واعتصاماته للمطالبة برحيل حكومته، وينبغي أن يبقى هذا الشرف برحيل الحكومة للشعب الأردني وليس لمجلس النواب الغائب عن وعي وضمير المواطن الأردني طوال الشهور الماضية، ولم يصحو على نفسه إلا في الرمق الاخير عله يستدرك ما فاته من مناصرة الشعب في مطالبته برحيل الحكومة.
 
الحكومة على وشك الرحيل في أية لحظة ، ولن يُطيل في عمرها تعديل وزاري يستبدل وزيراً بوزير، فهل نحظى نحن أبناء الشعب الأردني بشرف بإطلاق رصاصة الرحمة عليها بتفعيل تحركاتنا السلمية وتكثيفها كل يوم حتى رحيلها ، ولنسحب البساط من مجلس نواب كان في سُبات عميق في الشهور الماضية حتى لا يخطف نتاج تحركاتنا ونشاطتنا دون أن يبذل أي جهد حقيقي لتلبية مطالبنا ؟؟؟؟