حكومة من حيث الشكل فقط

المسؤولون السابقون في المشهد السياسي واليومي العام لا يغيبون عمليا واكثرهم حاضر الى جانب سياسات الدولة وجلهم اعضاء في مجلس الاعيان والنواب او على رأس مؤسسات وشركات كبرى ولا يغيبون عن اي مناسبة والدعوات توجه لهم دائما للمشاركة، وبالذكر فإن منهم من هم انشط من غيرهم مثل طاهر المصري وسمير الحباشنة ومحمد داودية وعبد الرؤوف الروابدة وصالح ارشيدات وعبد الهادي المجالي ومروان المعشر وجواد العناني وعبد الكريم الكباريتي وعبد الاله الخطيب وغيرهم ايضا: حتى ان احمد هليل عاد للمشهد بمقال نشرته الدستور بعنوان واعتصموا.

اما بالنسبة للمسؤولين السابقين من الاجهزة الامنية فمعتاد اساسا تحفظهم بعد التقاعد وقلة منهم يعودون للمشهد عبر النيابة او البلديات وما شابه، وفي المجمل يمكن القول ان كل الذين عملوا في المواقع العليا في الدولة حاضرون دائما وقلة منهم فضلوا الاعتزال وعدم الظهور علما انه ليس عندهم موانع للعودة للعمل اذا ما طلب منهم ذلك وهو نفس حال النشطاء ايضا.
في الازمة الاخيرة مع جريمة سفارة العدو تجلى الارباك في الاداء الحكومي وتكشف عدم قدرتها على ادارة الازمات ما اجج الشارع لشعور ابناء الشعب بالاهانة في صميم وجدانهم الوطني، وصاحب ذلك عجز حكومي آخر في التفاعل مع العدوان على الاقصى، وخلال كل الوقت غابت الحكومة تماما حد عدم قدرتها فهم معنى الاستفزازات الاسرائيلية للاردنيين لترد عليها كما ينبغي، ثم زادت الطين بلة بمشهد رئيس الوزراء في مهرجان جرش.
عاد الملك الى ارض الوطن وتسلم من فوره دفة ادارة الازمة ونجح الى حد كبير لما أدان ورفض واستنكر الجريمة الاسرائيلية عبر زيارته بيوت الضحايا معزيا ومؤكدا حقوقهم ما اعاد الهدوء الى النفوس والتفكير المنطقي.
وفي المشهد لم يكن غياب المسؤولين السابقين هو المهم وانما الاداء الاعلامي الذي سار خلف الحكومة منتظرا منها توجيها لما ينبغي ان يكتب باستثناء قلة من الكتاب الذين اخذوا على عاتقهم المتابعة وكانت متطابقة مع ما جاء به الملك اخيرا وهؤلاء كما هو الحال دائما هم من يتم عزلهم وتغييبهم ولم يحضر منهم احد في لقاء الملك الاخير مع بعض الاعلاميين الذين جلهم لا يكتبون اساسا.