بكين تنقل المواجهة من بحر الصين إلى بحر البلطيق


لم تتأخر الصين عن دعم الموقف الروسي في سوريا عبر الفيتو او عبر تبني السياسة الروسية في المنطقة العربية وتشجيعها عليها؛ فالصين معنية بزيادة الاعباء والضغوط على النفوذ الامريكي في المنطقة العربية وغرب اسيا وفي منطقة القرم والحزام الاوراسي على امل إشغالها ومشاغلتها عن منطقة الهادي وجنوب شرق اسيا.
مناورات بحر البلطيق المشتركة بين الصين وروسيا تعبر عن هذه الميول لدى الصين فروسيا فتحت الابواب للصين لتعزز حضورها شمال القارة الاوروبية؛ ناقلة معركتها من بحر الصين الجنوبي الى بحر البلطيق، مضيفة اعباء جديدة على الولايات المتحدة وموجهة رسائل قوية للادارة الامريكية التي لم تتوقف عن استفزاز الصين ومحاولة محاصرة نفوذها في اسيا والهادي.
الصين معنية بشكل اساسي بجعل غرب اسيا واوروبا ساحة التصارع الجديدة مع الولايات المتحدة، وهي بذلك تمارس سياسة جديدة اكثر انخراطا في السياسة الاقليمية لمنطقة اوروبا وغرب اسيا عبر البوابة الروسية؛ وهو الرد الطبيعي على الانخراط الامريكي في جنوب شرق اسيا الذي لم تتوقف الصين عن تحديه عبر تعزيز قوتها البحرية، او عبر غض الطرف عن ممارسات كوريا الشمالية المقلقة للولايات المتحدة الامريكية.
الصين مستفيدة بشكل كبير من تصاعد التوتر بين روسا وامريكا ومن تراجع الثقة بين امريكا وحلفائها وعلى رأسهم اليابان ودول الخليج العربي؛ فهي تتيح لها المجال للتوسع ايضا على حساب النفوذ الامريكي بل على حساب روسيا في اسيا الوسطى عبر مشروعها الطموح ممثلا بمشروع «حزام واحد - طريق واحد».
الطريف بالامر ان الصين غير معنية بالمطلق الانخراط في صراعات العالم العربي وتركيزها على تعزيز قدرتها على الوصول الى القارة الافريقية والاستفادة من حالة التنافس بين دولة للانخراط في المشروع الصيني الجديد؛ امر عززته من خلال حضورها العسكري في جيبوتي بوابة البحر الاحمر وشرق افريقيا مطلقة بذلك العنان لمنافسة كبيرة بين دول المنطقة على تأمين الطرق البحرية على امل الانخراط في المشاريع الصينية الجديدة.
الصين باتت حاضرة في كل مكان وهو مؤشر على ترنح النفوذ الامريكي وعلى ان الفرص التي تولدت عن التصارع الروسي الامريكي الى جانب الفرص المترتبة على تقدم النفوذ الامريكي وتورطه الدموي في صراعات المنطقة باتت مجالا واسعا لتمدد النفوذ الصيني.