نحو مبادرتي مصالحة عربية - عربية وعربية – إيرانية يقودهما ملك العرب


لو كنت في القدس او في الخليل او في نابلس او في جنين او اريحا او رام الله، لو كنت فلسطينيا تحت الاحتلال، لدعوت الى كتابة نداء استغاثة، موجه الى الملوك والرؤساء والقادة العرب.
نداء استغاثة من حراس الحرم القدسي وحماة الحرم الابراهيمي، موقع بالدم، لوقف الاحتراب العربي – العربي، التي بدل ان يصغر يكبر. الذي يخطف ويشتت ويصرف انتباه الامة العربية وجهودها وطاقاتها الجبارة، عن معاناة لا مثيل لها، يرزح تحت وطأتها شعب فلسطين العربي.
ومن سخريات الواقع ومراراته ومهازله، ان امتنا التي كانت بعدو واحد أصبحت بثلاثة أعداء !!!.
كان لنا عدو محدد واحد، هو المشروع التوسعي الصهيوني، الذي احتل بلادنا فلسطين، وشرّد شعبها واستباح مقدساتنا فيها. وبعد عقود من الصراع الضاري ضده، الذي كان الشعب العربي الفلسطيني رأس حربته ودرع امته، تم استنبات عدو ثانٍ جديد، وفَتْحُ ورشة إلهاء هائلة لمقارعته، هو مشروع الإرهاب الوحشي الظلامي، الذي خطف وشتت وصرف انتباه الامة العربية وجهودها وطاقاتها الجبارة عن المشروع التوسعي الصهيوني، الى ساحاته الهلامية.
وهاهو عدو جديد ثالث، ينبتُ ويُسْتَنبتُ في ساحات اقطارنا الأمامية والخلفية، هو المشروع التوسعي الصفوي، الذي يخطف ويشتت ويصرف انتباه الامة العربية وجهودها وطاقاتها الجبارة عن المشروع التوسعي الصهيوني وعن مشروع الإرهاب الوحشي الظلامي.
تهدد ايران بالتدخل وتتمدد وتتوسع في سوريا ولبنان والعراق والبحرين، وتحضر ايران بفجاجة ووحشية في اليمن، حيث تنهك الامراض والمجاعة والتدمير والقصف الجوي والارضي أبناء شعبنا العربي فيها، ويجيء تدخل ايران في اليمن في حرب عبثية مريبة على شكل حرب استنزاف، قد تمتد عشرات السنوات، يتم خلالها هدر مليارات الدولارات وستكون نتيجتها: لا غالب ولا مغلوب ولا رايات بيضاء ولا توقيع اتفاقيات تسليم مذلة.
وعلى موسيقى وعزف التدخل والتهديدات الايرانية في الإقليم، تبيع الدول الكبرى السلاح وتمتص الثروة العربية التي يجب ان تذهب الى التنمية والرفاه.
الشعب الفلسطيني يتم ذبحه وتهجيره واستنزافه وانهاكه وتدمير بُناه وهياكله، الثقافية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية، منذ وعد بلفور المشؤوم الذي قطعته بريطانيا عام 1917 أي قبل 100 سنة بالتمام والكمال. 100 سنة من التعذيب والتنكيل والتدمير، يعجز البشر عن تحمل اكلافها الطائلة.
لقد آن لشعب فلسطين ان يوجه نداء استغاثة ونجدة أخير، فقد مكث هذا الشعب المرزوء طويلا في المحرقة والمذبحة دون ان تصله الامدادات التي تمكنه من الاستمرار وأقلها العون المادي الشحيح الذي يتم انفاقه بمئات المليارات على امن الدول.
دولنا العربية لا ترى ان امن القدس وسلامة الحرمين القدسي والابراهيمي الشريفين، مثل سلامة الحرمين المكي والنبوي الشريفين، وان الخطر الذي يهدد القدس والخليل يهدد كل الامة ويشعل فتيل ثورات السخط الكاسحة.
ولعلنا نتعظ فاليوم هو يوم بدء اللعنة والكارثة العربية المدمرة التي تمثلت في غزو الكويت ثم في غزو العراق وتدميره التي الحقت افدح الاضرار بالامن القومي وولّدت احقادا وازهقت ارواحا وهدرت أموالا فهل نستجيب لطبول الحرب التي يعلو وقعها وهديرها في الخليج العربي اليوم ؟!!
إن الآمال الكبرى معقودة على الملك عبد الله الثاني رئيس القمة العربية لقيادة مبادرة مصالحة عربية – عربية، تشمل اول ما تشمل، أهلَنا واشقاءنا في قطر ومصر والسعودية والامارات والبحرين. ومبادرة مصالحة عربية - إيرانية تضع قواعد حسن الجوار التي تكفل الاحترام المتبادل للسيادة والمصالح والحدود.
مبادرة المصالحة العربية العربية والعربية الإيرانية أولى ان تكون ولا تعلو عليها مبادرة السلام العربية المعروضة على الإرهابي نتنياهو الذي يزدري كل ما هو معروض عليه ويمضي بعيدا في برنامج العدوان والاستيطان والحرب.
كيف يمكن ان ندعي حماية الحرم القدسي ونحن ندير له ظهورنا وندخل في كل الحروب والصراعات العبثية الا الحرب والصراع الضروريين من اجل حمايته وتحريره ؟!!