الملك وحده في تقديم رواية الدولة

اخبار البلد-

عمر عياصرة

مرة أخرى نشتبك كأردنيين مع قضايا محلية شائكة، يكثر فيها اللغط، ننتظر بعدها إطلالة رجالات الدولة، لكنهم يغيبون، وإذا ما ظهروا وتحدثوا، زاد الارتباك وظهرت الفجوات العميقة.

لهذا السبب، تعيش الدولة بلا رواية، الى أن يظهر الملك، فيتكفل هو شخصيا بتناول القضايا وإعلان الموقف منها، وأحيانا تتأخر «الدفوعات» مما يعمق شرخا بين المواطن والمؤسسات.
في لقاءه الأخير مع الإعلاميين في الديوان الملكي، اظهر الملك عدم ارتياحه لهذه الثقافة التي بدأت تترسخ في كيفية تعاطي المسؤولين الأردنيين مع القضايا المحلية الساخنة.
فقد استغرب الملك غياب المسؤولين السابقين عن الأحداث، وانتقد انه لم يكن لهم صوت في وقت الأزمات، لاحظ معي، انه يتحدث عن السابقين، فما بالك بالذين هم على رأس عملهم، وأربكوا المشهد، وظهروا متناقضين.
عاد الملك من زيارته، فرد على غطرسة نتنياهو ببعض القرارات والزيارات لعزاء الشهداء، ثم اجتمع مع الإعلام، وأكد عدم صوت الجيش وضرورة عدم التشكيك به (ردا على تجاذبات قضية معارك أبو نايه).
ثم كان الملك مضطرا لتوضيح موقف الأردن من القدس، تخيلوا «من القدس»، ففي الأسبوعين الماضيين ظهر التشكيك بالدور الأردني، ولم تستطع الحكومة أن تقدم ردا منطقيا واقعيا يتناسب مع هبة المقدسيين، حتى اضطر الملك أن يذكر بأنه «لا توجد مناسبة إلا وأضع القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس أمام العالم».
شهر تموز المنصرم، بأحداثه الكبيرة (قضية السفارة، أزمة إغلاق الأقصى)، أثبتت خلو مخزوننا من الشخصيات الوطنية، في الدولة والمعارضة، في الإعلام والسياسة، لا اعرف لماذا، الكفاءات متوافرة والأفكار، لكنهم إما خائفين، وإما لا يريدون.
من الخلل الإبقاء على هذه الحال، فجعل رواية الدولة رهن بانتظار ما يقوله الملك، فيه إرهاق للقصر، وفيه تشوه يجب استدراكه، والمنطق يقول إننا بحاجة لرجالات وطن.