مشـروع «البدر» ضمن «سكن كريم».. مواصفات غير مطابقة وخدمات غائبة

اخبار البلد _ أطلق جلالة الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش السامي بافتتاح الدورة الأولى لمجلس الأمة المبادرة الملكية السامية (سكن كريم لعيش كريم) حيث وجه الحكومة بأن يكون عام 2008 عاما للإسكان.

وعند تسلم مواطنين لشققهم السكنية انهالت العديد من الشكاوى وتنوعت ما بين مشاكل في الصرف الصحي وتمديدات الكهرباء والمياه وعيوب في الإنشاء وغيرها، إذ شكا مستفيدون من شقق سكن كريم لعيش كريم (سكن البدر) الواقع بالقرب من مثلث النعيمة في اربد جملة من المشاكل التي تنغص عليهم العيش وتهدر حلمهم بسكن كريم، حيث تبين انه يختصر من مساحة كل شقة ما مساحته (20) مترا للدرج والخدمات. وكان المستفيدون يعتقدون ان مساحة الشقق التي تعاقدوا عليها هي المساحة الحقيقية داخل جدران شققهم وان مساحة الأدراج والخدمات خارج هذه المساحات.

وناشد مستفيدون من هذا المشروع خلال استضافتهم «الدستور» في شققهم السكنية من المشروع، وبينهم بهاء الدين أبو الهيجا وخالد سليمان القضاة ووليد محمود القضاة، أي جهة مسؤولة أن تلتفت إلى أوضاعهم وان تحل جزءا بسيطا من مشاكلهم التي أصبحت هاجسهم الوحيد وباتت تنغص حلمهم بالسكن الكريم.

وأشار المواطنون الى أن الشقق غير مربوطة بشبكة المياه، ما يضطرهم لشراء المياه التي أصبحت أسعارها مرتفعة جدا فسعر (3 أمتار) من المياه يكلفهم (14) دينارا، ما أثقل كاهلهم وزاد من التزاماتهم المالية ودفعهم للتقنين باستعمال الماء الذي أدى بدوره الى مشاكل عدة أهمها التراجع بنسبة النظافة.

وأضافوا أن التشطيبات الداخلية للشقق التي وصفت بالسوبر ديلوكس كانت خلاف الواقع بل إنها «سكراب»، وفق وصفهم، مبينين أن «الدهان وخشب ومقابض الأبواب والتمديدات الداخلية للكهرباء كانت من أردأ الأنواع»، ما دفعهم لصيانتها على حسابهم الخاص.

وقالوا إن بعض مباني المشروع يتألف من (4) طوابق دون وجود مصاعد كهربائية للمبنى كما انه غير مصمم لهذه المصاعد فيما لو أراد المستفيدون منها إقامة مثل هذه المصاعد على حسابهم الخاص مستقبلا، ما يجعل الاستفادة من الشقق العلوية معاناة حقيقية لساكنيها من الأطفال والكبار سواء بسواء.

وما يزيد الطين بلة عدم وجود صرف صحي يخدم الشقق فجميعها مشبوكة على (حفرة امتصاصية) واحدة انهار سقفها قبل (3) شهور بسبب سوء التصميم والتنفيذ وآلية الصيانة للحفرة غير مطابقة للشروط والمواصفات لتصبح خارج الخدمة وغير صالحة للاستعمال، لذا وضع صهريج معدني وغاطس على احد مناهل الصرف الصحي ليقوم هذا الغاطس بشفط المياه العادمة القادمة من الشقق الى الصهريج ليصار الى شفطها بواسطة صهاريج النضح عند امتلائه بالمياه العادمة.

وبينوا أن منسوب المياه العادمة في هذا الصهريج لم يتغير في الصهريج المعدني من أكثر من شهرين، ما أثار شكوك السكان من تسرب المياه العادمة تحت البنايات مهددة بكارثة اكبر.

وقالوا إن وزير الإسكان والأشغال العامة أكد لهم لدى زيارته للموقع بتاريخ 19/9/2010 أن الموقع مشبوك بكافة الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء واتصالات، لافتين الى أن المشروع ما زال يفتقر الى العديد من الخدمات الموجودة على المخططات مثل سوق تجاري وملاعب أطفال ومسجد ومدرسة ولم يجد أي من هذه المشاريع طريقه الى الواقع.

وأشاروا الى أنه يوجد مبنى لمدرسة وسوق تجاري غير مفعلين، ما يضطر الأهل الى إرسال أبنائهم للمدارس في بلدة النعيمة حيث يقف الأبناء على الخط الدولي ليقطعوه للجهة المقابلة للذهاب الى النعيمة معرضين حياتهم للخطر، لافتين الى انه وقع أكثر من حالة دهس بين الطلبة بسبب هذه المشكلة التي يعاني منها الجميع.

وأكدوا أنهم وعدوا عند التعاقد على هذه الوحدات السكنية باجراء صيانة شاملة مجانية لها لمدة سنة كاملة غير أن هذا لم يحدث.

وحول واقع النظافة العامة في المشروع قال المواطنون المشتكون إنها معدومة كليا وان ما يخدم هذا المشروع (3) حاويات وضعتها البلدية تقوم الكابسة بتفريغها كل (10) أيام مرة واحدة ولا يقوم عمال النظافة بتنظيف الشوارع، ما اضطرهم لإقامة محرقة خاصة للنفايات بين الشقق السكنية لحرق النفايات وذلك يعتبر مخالفة بيئية واضحة.