توحيد الحراك الشعبي

 

 


موضة الحوار الوطني تجتاح الوطن العربي، وتكاد ما تُسمّى بالخطوات الإصلاحية لكبح جماح الشارع نُسخاً كربونية، فكأنّ هناك تنسيق خفي من نوع ما بين الأنظمة العربية، أو في القليل فثمّة من يُبادر بفكرة هائمة ليقلّده الآخرون ظانّين أنها ستنجز معجزة الهدوء والإستقرار.

وحتّى أدبيات الأنظمة تبدو واحدة، ووعودها متطابقة، أما أدبيات وشعارات الشارع فلا تختلف أبداً من «الشعب يريد إسقاط/إصلاح/ النظام» إلى «الشعب يريد رحيل الرئيس» إلى «....حرّة حرّة يا فلان إطلع برّه»، حتّى أنّ الثورات والحركات الإحتجاجية باتت مملّة وأخباراً شبه مكررة.

على أنّ ذلك لا ينفي أنٌ الشارع العربي أكثر تقدّماً ويتعلّم من تجاربه أسرع من أنظمته السياسية، ولو لم يكن ذلك صحيحاً لما شاهدنا تسارع إنتشار عدوى الحرية، ولتابعنا سقوط الشارع أمام القمع مع أول شهيد، وفي حقيقة الأمر فلو تعلّمت الأنظمة وقياداتها من تجارب الآخرين، ومن تجربتها الخاصة، لسبقت جماهيرها ومنعت عنها خطر السقوط.

حتّى الآن، ما زال الأردن يُراوح بين الخطوات التقليدية والتقدمية، وما زال الفكر العتيق يؤكد حضوره، وحراك الشارع يحاول التأكيد على وجوده وإمكانية تأثيره، وتأتينا أنباء عن محاولات توحيد الحركات المتناثرة بين التجمعات والمدن والمناطق في واحدة، ولو قُدّر لأصحاب هذا التوجّه أن ينجحوا فسيأكل أصحاب الفكر الرجعي القديم العتيق أصابعهم ندماً.