تعرض المنتخب الوطني لكرة السلة للرجال يوم أمس إلى خسارة غير مستحقة أمام المنتخب الإيراني بنتيجة 70-72 والشوط الأول 36-36 في افتتاح مباريات بطولة غرب آسيا والتي انطلقت في مدينة دهوك العراقية.

فريقنا الوطني بدأ المباراة بصورة متواضعة مكنت الإيراني من التقدم وتوسيع الفارق بسهولة حتى منتصف الربع الثاني، قبل أن ينتفض نجوم المنتخب الأساسيين والبدلاء ويمطروا السلة الإيرانية بنقاط أنهت الشوط الأول بالتعادل، بل ونجح فريقنا في التقدم مع نهاية الربع الثالث 50-47، لكنه عاد وارتكب سلسلة من الأخطاء الهجومية والدفاعية جعلت الفريق الإيراني يعود لأجواء المباراة وينهي الموقعة بفوز ثمين.
اليوم يخوض فريقنا لقاءه الثاني عندما يواجه المنتخب العراقي عند الساعة الخامسة مساء، حيث يحاول فريقنا تحقيق الفوز وقطع شوط مؤثر نحو التأهل للنهائيات الآسيوية في الصين، فيما كان المنتخب العراقي خاض في ساعة متأخرة لقاء أمام المنتخب السوري تفاصيله غدا، في حين يلتقي مساء اليوم المنتخبان السوري والإيراني.
الأردن (70) إيران (72)
أخطأ المدير الفني للمنتخب الوطني الأميركي توماس بالدوين في تقدير خطورة الفريق الإيراني في بداية المباراة، حيث امتد الإيراني سريعا مع صافرة البداية نحو المواقع الأمامية، وتسبب في ارباك وتوتر واضح في عملية التغطية الدفاعية لفريقنا، مثلما فرض طوقا حديديا على منطقته الدفاعية والتي كلفت صانع ألعاب المنتخب اسامة دغلس ارتكاب خطأين شخصيين في وقت مبكر استدعى على إثرهما إجراء تبديل سريع على تشكيلة الفريق واساليب تنفيذ هجماته.
المنتخب الوطني بدأ بتشكيلة اعتمدت على أسامة دغلس في صناعة الألعاب وإلى جانبه وسام الصوص وزيد عباس على الأطراف، بينما تولى أيمن دعيس وإسلام عباس عملية المتابعة تحت السلتين، لكن هذا التشكيل اصطدم بإغلاق دفاعي قوي للفريق الإيراني، والذي تألق فيه صانع الألعاب مهدي كامارامي في توجيه خطورة فريقه نحو عمق منطقتنا الدفاعية، والتي بدت شبه مكشوفة أمام اختراقات للاعبي الجناح حامد اسلامية وصمد بهرامي، وفي الوقت الذي أرهقت فيه تصويبات الأول من خارج المنطقة سلة فريقنا، كان الثاني يخترق من الجهة المقابلة من دون مقاومة حقيقية، ما ساهم على ارتفاع فارق النقاط تدريجيا حتى نهاية الربع الأول الذي انتهى ايرانيا 21-12 في وقت كان فيه المدرب بالدوين يستعين بقدرات محمود عابدين لصناعة الألعاب بديلا لأسامة دغلس وعلي جمال بديلا لايمن دعيس وعبدالله أبو قورة لعلاج الحالات السلبية التي تسبب فيها إسلام عباس.
عملية التحول الايجابي لفريقنا بدأت مع إنطلاق الربع الثاني، والذي شهد التخلص من حالة الارتباك الدفاعي والهجومي، واستفاد فريقنا من حالة الارتكان للنتيجة والفارق لجهة الفريق الإيراني، وهو ما استثمره بالدوين الذي أشراك معظم اللاعبين البدلاء، وتحديدا فارس سقف الحيط وهاني الفرج اللذان ضربا حصارا شديدا على تحركات صانع الألعاب الإيراني مهدي كامارامي، ليرتكب الأخير أخطاء شخصية استدعت إخراجه من الملعب، مثلما استعان بالدوين على فترات بقدرات خلدون أبو رقية الذي دفع بقوته الجسدية لجهة المساندة في إغلاق أطرافنا الدفاعية، ومنها انطلق زيد عباس والفرج وسقف الحيط في بناء هجمات خاطفة، بمساندة ومتابعة ناجحة لإسلام عباس تحت السلة، وما هي إلا لحظات حتى انتشى فريقنا بسلاح الثلاثيات الفتاك والذي أثمر عن اربع تسديدات ناجحة، واحدة لكل من سقف الحيط وعابدين واثنتين لزيد عباس كانت الأجمل والاثمن تلك التي سجلها في الثانية الأخيرة من عمر الشوط الأول والتي تحقق معها التعادل 36-36 بعد أن كان المنتخب الإيراني تقدم 28-17 و33-20 لكن مدربنا الأميركي استدل على مفاتيح قوة الفريق الإيراني والذي كانت أطرافه المقتل الذي قلص الفارق لمصلحة فريقنا.
المنتخب الإيراني دفع بكوكبة جديدة من لاعبيه مع بداية الربع الثالث، بعد أن شعر بتأزم موقفه وخسارته لفارق النقاط الذي حققه في الربع الأول وحتى منتصف الثاني، فأشرك جواد دافاري وسامان ويسي ورضا لطفي وآردين داودي وحامد سهراب، لكن حماس لاعبينا البدلاء وتصميمهم على اثبات تواجدهم أمام إيران، أحبط جميع المحاولات التي سعى لها مدرب ايران الصربي ماتيتش، والذي عاد لإشراك كامارامي، وحاول من خلاله مع لاعبي الجناح الضغط على دفاع فريقنا وخلق ثغرات تسمح باختراقه من العمق، لكن تواجد أسامة دغلس وإغلاقه للمنطقة أحبط تلك المحاولات، بل وحول الكرات المقطوعة إلى هجمات خاطفة للصوص وعابدين وأبو رقية والفرج، قبل أن يستعين بمحمد شاهر لمساندة دعيس وعباس تحت السلتين، والذي نجح كما رفاقه في إثبات تواجده في المنطقة وقطع اتصال كامارامي مع لاعبي الارتكاز أضغر كاردوست وجابر روزباهاني وحتى البدلاء أوشين ساهاكيان وروزب ارغوان، لينجح فريقنا من إنهاء الربع الثالث بتقدم ثمين 50-47.
حال فريقنا تبدل في الربع الأخير، إذ تراجعت مستويات تغطيته الدفاعية أمام اختراقات صمد بهرامي والذي يمتاز بقدرات هجومية كبيرة، بعد أن تبادل الكرة مع كامارامي، في الوقت الذي تفوقت فيه عمليات المتابعة تحت السلتين لكاردوست وروزباهاني من الفريق الإيراني، كما ساهم تراجع ألعاب دغلس في تقليص فرص بلوغنا سلة إيران والتي ضرب لاعبوها دفاعا قويا أمام تحركات الصوص وعابدين وسقف الحيط، وعاب فريقنا تعدد أخطائه الهجومية والتي أفقدته كرات استغلها الإيراني لمصلحته، ومع الثواني الأخيرة كان دغلس يمتد نحو السلة الإيرانية في مسعى لتحقيق التعادل وفرض فترة لعب إضافية قبل أن يخطئ في التمرير لتنتهي المباراة بفوز ثمين لإيراني 72-70.