الأم الثانية لإبنة الأخت!!!

 قد يشاء الله أن تكون امرأة دون أبناء، لا تستطيع الإنجاب، وتكون هذه المرأة على أدب وخُلُق عالٍ، وبذلك محبتها حتى لدى الأطفال ، كبيرة جداً، ومحبوبة لهم جداً، وقد تميل ابنة اخت لها لمحبتها منذ ولادتها، فتتعلق روحها بهذه الطفلة، وكذلك الطفلة بالنسبة لها!!!!. تكبر هذه الطفلة، ويكبر حبها لدى خالتها، وكذلك حب الطفلة لخالتها يكبر رويداً رويداً، وهكذا تمر الأيام والسنين، وتصبح هذه الخالة بمثابة الأم لهذه الطفلة، حيث أن هذه الطفلة لا تتقبل أمها اكثر من خالتها، الى أن تبلغ من العمر ست سنوات، وهي كذلك بالنسبة لخالتها، هنا، تبرز غيرة الأم الأصيلة من هذه العلاقة!!!، وكذلك الأب!!!!، فيبدآ بمنع هذه الطفلة عن خالتها!!!، ويصبح بذلك الصراع النفسي لدى هذه الطفلة!!!!، فيبدأ الأبوين بمحاربة هذه الطفلة بخالتها!!!، في ابعادها عنها دون جدوى!!!، تكبر هذه الطفلة وتبلغ العاشرة من العمر وهي كذلك متعلقة جداً بخالتها!!!. بسبب الأب الجائر والأم الجائرة على طفلتها !!!!. فرَّق بين هذه الطفلة وخالتها، ومنع الطفلة من قبول أي حاجة من خالتها، ومنع الطفلة حتى من الركوب في سيارة خالتها والذهاب معها لأي مكان!!!!. ماذا تتوقع كقاريء لهذه الطفلة والخالة؟!! اترك التوقعات لك. لِمّ هذه القسوة؟!!، قلوب كالحجارة!!! دون رحمة ولا إنسانية !!!. طفلة بريئة!!!، وخالة بريئة كذلك، وما الضير في ذلك؟!!. فالصحة النفسية لهذه الطفلة حتماً ستكون بوجود خالتها معها، قربها!!!. ألا توجد الرأفة بالأبناء عند هذين الأبوين وأمثالهما؟!!!، فالأم اذا ماتت، تولت الخالة تربية اطفالها ، وهذا حق شرعي لها، وفي مثل هذه الحالة، ألا يوجد لهذه الخالة حق شرعي في هذه الطفلة؟!!!. فَلَو غابت الأم الأصيلة لهذه الطفلة عنها بدل اليوم أياماً ، لن يؤثر في الطفلة شيء!!!، ولكن لو غابت عن هذه الطفلة خالتها يوماً، ستكون الطفلة في حالة نفسية يرثى لها!!!، وكذلك الحال بالنسبة لخالتها!!!. كانت هذه الطفلة اذا مرضت، فإن خالتها تمرض لمرضها!!!، ولو احتاجت هذه الطفلة -لبن العصفور- كانت خالتها تحضره لها!!!. وكل ذلك فجأة ينقطع!!!!!!. فأين العدالة في مثل هذه العلاقة؟!!!!. وهذه قصة حقيقية من واقع الحياة، اكتبها للقاريء الكريم، ليرى الوحشية الآدمية، كيف ممكن أن تصنع بحياة البشر!!!.