في تزويج الأطفال


أثارت الموافقة على تزويج من أكمل الخامسة عشرة من عمره موجة عارمة الاستغراب والاستهجان والتندّر، ولم نقرأ أو نسمع تعليقاً واحداً يتفّهم الاسباب الموجبة للقرار وهي: اقتضاء المصلحة، وتحقيق المنفعة أو درء المفسدة!
عملياً، نحن نتحدّث عن أطفال، يُفترض أنّهم في نهاية المرحلة الاعدادية من الدراسة، وما زالت أمامهم ثلاث سنوات للانضمام إلى سوق العمل ولو في سنّ مبكرة، وهذا يعني بكل بساطة أنّهم لن يكونوا قادرين على "فتح بيت”، وما يعنيه من مسؤوليات مادية ومعنوية.
ونحن نتحدث، أيضاً، عن سنّ المراهقة التي يتخبّط فيها "الصبي” في قراراته باعتباره لم يحسم أمور مستقبله بعد، فهو ما زال يتحسّس أمور الحياة ليعرف في أيّ طريق يسير، ويطرح تساؤلات كثيرة تنتظر الأجوبة التي غالباً ما تُقدّمها التجربة المقبلة.
وضمن هذه المعادلة المرتبكة، لا يمكننا أن نتوقّع قراراً صائباً خصوصاً في ما يتعلّق باختيار الزوجة المقبلة، وهذا يعني بالضرورة حتمية الطلاق الذي سيأتي بعد سنوات قليلة، قد تكون تشكّلت فيها أسرة بأبناء سيجدون أنفسهم في الشارع في آخر الأمر.