هل سيكون حالنا افضل في ظل حكومات منتخبه؟

منذ ان بدأ تحرك الشارع العربي في معظم الدول العربيه والتغييرات التي حصلت اخذ الحراك الشعبي في الاردن بالازدياد وارتفاع وتيرة المطالب يوم بعد يوم من  اقالة حكومات  ومكافحة الفساد حتى وصلنا الى المطالبه بان يكون لدينا حكومات منتخبة برلمانيا يتم تشكليها بالاغلبية البرلمانيه كجزء من عملية الاصلاح السياسي  وضرورة وجود قانون للانتخابات والاحزاب يلبيان الطموحات ويدفعان بالمسيرة الاصلاحية المنتظرة الى الامام عبر تشكيل مجلس نيابي على اسس حزبية وبرامجيه  ليتم تشكيل الحكومه على اساس الاغلبية البرلمانيه  والاحزاب الاخرى تقوم بدور المعارضه .

والسؤال المطروح حاليا بين  المواطنين الذين تنصب اهتماماتهم على الاصلاحات الاقتصاديه  وتحسين مستوى معيشتهم اكثر من اهتمامهم بالاصلاحات السياسيه  هل سنكون في وضع افضل في ظل حكومات منتخبه نيابيا وهل سيختفي الفساد والمفسدين وهل سيتحسن الوضع الاقتصادي وينخفض عجز الموازنه وترتفع مستوى معيشة المواطن ويشعر فعلا ان هناك فرق شاسع بين الوضع القديم والجديد ام  الموضوع برمته سيكون مكانك سر  لان للمواطن اولويات في حياته فالهم الاقتصادي يحتل المرتبه الاولى في حياته ثم يأتي الهم السياسي  ام ان وجود حكومات برلمانيه  عباره عن ديكور فقط بدون مضمون .

سبب التشلئم الذي يبديه المواطن اتجاه فعالية وقدرة الحكومات المنتخبه في تحسين الوضع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا  هو ضعف الاحزاب على الساحه الاردنيه وكثرتها وبشكل اصبح يشكل ازمة مرور في الشارع الاردني  والتي من خلالها سيتم تشكيل الحكومات وعدم وجود اي  برامج اقتصادية وسياسيه واضحه تصلح للتطبيق على ارض الواقع تساعد في تغيير الاوضاع ولو قليلا  وتكون بمستوى الطموح وعدم وجود استراتيجيات واضحه وخطط عمل مستقبليه ودراسه معمقه للواقع الاردني يأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الكبيره التي تشهدها الساحه الاردنيه والاقليميه  والدوليه  وارتباط الاوضاع لدينا بالقضيه الفلسطينيه بشكل كبير ومباشر وتوقف عملية السلام  وبشكل لا يمكن تجاهله والتغييرات الحاصله في دول الاقليم العربي ومدى تأثيرها على اوضاعنا الداخليه  بحيث علينا ان نبني خططنا وبرامجنا على هذه الواقع والا لن نتقدم مترا واحدا كل هذه الاسباب هي التي تدفع بالمواطن الاردني الى التشائم  من  القادم .

حتى الاحزاب العريقه في العمل الحزبي وذات القاعده الشعبيه الكبيره لا تزال ولغاية الان تطرح الشعارات الرنانه ويقتصر عملها على تنظيم المسيرات والاعتصامات وتحاول في كل يوم ان تثبت للدوله الاردنيه انها قادرة على التأثير في الشارع الاردني لكسب مزيدا من المنافع في حين ان ليس لديها برامج اقتصادية واجتماعية وسياسيه وطنية  وفاعله وقابله للتطبيق على ارض الواقع وتكون بديلا جيدا للبرامج الحكوميه وهذا ما ننادي به دائما ان على المعارضه الاردنيه بكل مكوناتها ان تطرح برامج بديله للبرامج الحكوميه وليس فقط ان يكون واجبها تنظيم المسيرات والمعارضه فقط لاجل المعارضه وهذا هو الخيط الذي يفصل بين الواقع الذي نعيش و الطموحات المستقبليه التي نتمنى .

فالمواطن الاردني وهو ينظر على سبيل المثال الى الوضع الداخلي في لبنان وهي  التي تتشكل لديها الحكومات  حسب الاغليبة البرلمانيه ومن بعدها اخذ العراق يطبق نفس النظام بعد سقوط النظام السابق  ومدى الانقسامات الداخلية بين الفرقاء  والوضع الاقتصادي المتردي وانخفاض مستوى المعيشه   والتأخير الحاصل في تشكيل الحكومه والذي يستمر لشهور بسبب التدخلات الدولية والاقليميه  وارتباط قرار تشكيل الحكومه  بموافقة  هذه الدوله او تلك  وكون الساحه اللبنانيه هي ساحة صراع اقليميه ودوليه وارتباط الاحزاب اللبنانيه بدول اخرى اما عقائديا او سياسيا او حتى مصالح مشتركه وهذا هو المهم  والخطير في الموضوع  ، هذا المثال الحي والماثل امامنا  يجب ان يدفعنا الى اعادة حساباتنا والتفكير مليا قبل ان ندخل في هذا النفق الطويل والذي  قد يكون من الصعب الخروج منه ونصبح على ما فعلنا نادمين حيث لا ينفع الندم حينها.