فلسطين كلها والقدس دائماً

عملية الاقصى الاخيرة تعيد كرات الحل الى المربع الاول ولم يعد ممكنا تمرير لا صفقة القرن ولا اي مشروع آخر لإنهاء القضية الفلسطينية بما في ذلك ما سمي مرة الحل العادل وهو اليوم انما يعني انهاء الاحتلال عن كل فلسطين ليكون عادلا حقا . اما ادانة عباس للعملية فهي دون اي معنى ولن تغير من حال الفلسطينيين الذين اصطفوا بالآلاف لأداء صلاة الجمعة في محيط الاقصى بعد اغلاقه امامهم، والحال يعني انهم سيستمرون حتى لو اضطروا لأدائها من ابعد من ذلك ، واي يكن حال الامة اليوم فإنه ليس هناك مسلم واحد يمكنه التنازل عن الاقصى والصخرة وكل القدس كذلك.

بعد الحرب العالمية الاولى وقع احد العرب على وثيقة تنازل عن فلسطين لليهود وقبلها كانت وثيقة بلفور، والاولى والثانية لم تثبتا حقا لليهود في فلسطين بالمعنيين القانوني والتاريخي، ولو ان عباس وغيره ممن سبقوه او سيأتون بعده يوقعون كل يوم على اي حل فإنه لن يمر طالما الصراع اساسه ديني اسلامي يهودي، والايام دول وسيأتي ذاك الذي سيكون فيه المسلم كما كان الحال ايام صلاح الدين، وليس غائبا عن ذهن احد ان عمر بن الخطاب تسلم مفاتيح المدينة من المسيحيين وليس من اي يهودي والحال نفسه لما تسلمها الايوبي من الصليبيين.
تدمير القوة العربية السورية والعراقية والليبية واليمنية والمصرية وخروج الاخرى عن خطوط الجبهات وتوقيعها معاهدات سلام او اقامة علاقات سرية مع اليهود لن تنفع كلها في قبول الاسرائيليين كمكون طبيعي في المنطقة، ولسوف يبقى فريقهم يلعب كرة القدم مع اوروبا ولن يحسب ابدا على اسيا وسيظل منبوذا ككيان وكجسم غريب الى ان يزول تماما.
كما ان الحل الجنوب افريقي الذي ثبته مانديلا لا يصلح بالحالة العربية، فالابيض الاوروبي الذي يستمر جنوب افريقي بشكل عادي ليس اليهودي الذي لا يستطيع ان يكون فلسطينيا بحال من الاحوال.
عملية القدس وشهداء الارض المحتلة عام 48 تؤكد ان الزمان طال ام قصر لن يجعل فلسطين لغير الفلسطينيين وعلى عباس وفريقه ان يحملوا حقائبهم الى بيوتهم في عمان وغيرها، وان يتركوا فلسطين لأبطالها الذين لن يعدموا الوسائل لاسترداد حقهم خصوصا ان تخلصوا سريعا من الخونة من ابناء جلدتهم.