ميثاق السلوك والمستقبل الأردني


قرأنا جميعا حول اعتماد ميثاق لقواعد السلوك الوظيفي الذي شمل كبار المسؤولين والمستشارين ومدراء الإدارات في الديوان الملكي العامر، وقدم عدد من المحللين والسياسيين قراءاتهم وتوقعاتهم حول هذا الموضوع، والبعض أدخل ما يحلم به من امور مستقبلية وهذا حق طبيعي؛ لأننا جميعا في الأردن نتمنى الخير لهذا البلد ولكن نحتاج دوما لمن يمسك المشعل ويحدد المسار فيتصدى دوما لهذا الأمر جلالة الملك حفظه الله .

جاء اعلان المبادىء اشارة الى الجميع، بأننا قرأنا واقعنا كثيرا، و رسمنا الكثير من الحلول ووضعنا العديد من الأسس، لكننا كالعادة تركناها بدون تنفيذ، فجاءْت الإشارة الملكية بأننا يجب أن ننتقل من طرح الحلول الى التنفيذ ونبدأ بالعمل، وكالعادة فان النشامى هم دائما السباقون فالتقطت القوات المسلحة والمخابرات العامة الاشارة، وبدأت منهما تفعيل مدونات ومواثيق شرف خاصة بسلوك وأخلاقيات الوظيفة العامة، لتبدأ صفحة جديدة فيها أسلوب عمل وحياة يقودنا الى ان نكون فاعلين بعيدا عن ردود الافعال.

هل التقطنا ما بين السطور، هل شعرنا بالشعارات التي نحبها ونحترمها ونسعى اليها جاهدين، ويضعها الجميع على الطاولة دائما، وتكون في مقدمة كل الأحاديث والندوات وحتى البرامج الفضائية والإذاعية، هذه الشعارات التي هي مجموعة من المبادئ والقيم التي تجعل المجتمع يقوم على أسس من المهنية وتكافؤ الفرص والشفافية بدأت تعود بقوة وبرعاية ملكية، هل التقطنا بأن الرسالة موجهة للجميع، وكل في مكانه وموقعه، هل ألتقطنا بان الولاء والانتماء في العمل على تعزيز الشفافية ومحاسبة كل مخطىء، ومنع الخطر من خلال الوقاية المسبقة في تفعيل أطر الرقابة الذاتية والمجتمعية،على قاعدة المصداقية والمساواة، انها الضمان الوحيد للتطور والنماء، وانها السبيل الوحيد للتقدم الاقتصادي والاستثماري والوظيفي، وانها الوسيلة المضمونه لحفظ حقوق المواطن والمستثمر والمال العام .

الرسالة كانت إلى جميع العاملين في الدولة وبكل المستويات، بأن لا تسامح مع من يفرط بالحق العام ولمن يفتح الباب لأي نوع من أنواع الفساد الاداري الذي يعتبر بوابة هامة من بوابات الهدر المالي، وانه لا مجال للواسطة والمحسوبية، وان العقاب ينتظر كل من تمتد يده لمال ليس له فيه حق .

هل مبادىء الميثاق التي أطلقت هي تحصين لسمعة العاملين في الديوان الملكي العامر وازالة اي شبهة عنهم، أم هي دعوة ليكون هذا هو طريق أردن الغد، وهو أساس ومنهاج لعمل الحكومات القادمة، ويبدو بانه سيكون من أهم مكونات كتاب التكليف السامي لحكومة جديدة يبدو بأنها باتت قريبة، حكومة ستبني على الكفاءة والمقدرة على الأداء وتعتمد على جهد الشباب وحكمة ذوي الخبرة .

هل التقطنا بأن روح مبادىء هذا الميثاق هي رسالة ملكية سامية موجهة لكل موظفي الدولة، لتكون نهجا للجميع، وأن تقييم العمل من الأن لن يكون الا حسب الكفاءة الشخصية للموظف، وآدائه وألأفكار التي يطرحها لتحسين العمل وظروفه، أردن الغد هو العنوان، والطريق هو أردن الشباب والمستقبل والعمل والانجاز الذي كانت تعيقه الكثير من صور الواسطة والمحسوبية والاتكالية والأعتماد على أسس ترقية قد يراها الكثير بعيدة عن الانصاف والعدالة والشفافية وجاء الميثاق ليضع العلاج .

ان العلاقات الشخصية التي كانت تحكم بعض زوايا الصورة أصبحت خارج الاطار، ونحن أمام تدخل ملكي مباشر لتنفيذ أفكار طالما تكلمنا عنها، ويأتي تدخل جلالته في هذه الفترة لكونه السبيل الوحيد لتحقيق هذه الأفكار والتطلعات نحو أردن الغد، هذه البداية وصفحات أردن المستقبل كبيرة وعديدة،ولدينا الطموح والرغبة والإرادة باذن الله، حمى الله الاردن .... وعليكم السلام

drosalah@hotmail.com