عود أخضر صغير


أيها الأمل الذي لا يمل ! العالق في مفكرة الروح استيقظ كل يوم و أنا أحملك في الصدر توْقا و لهفة تتمشى على أوردة الصباح،بعض المشاعر لا نفهمها،لا نقوى على وصفها،هي فقط تصيبنا في العمق تبعثرنا كريح..نعم،لا،تعال،اذهب،أبالي،لا أبالي..كل يوم يشعل أطرافنا تناقض البشر،و تباغتنا الاسئلة دون اجابات.

لم أكترث يوما كثيرا للغيمات المتساقطة من وتر الأحداث حولي ..وظللت أحلم بقصة تشبه شجرة الياسمين فينبت في القلب جذرها و يمتد لعمر،فلا أعرف للهدوء معنى إلا في تفاصيلها،كانت تأملاتي في البحث عن معنى الوجود ترتمي على رصيف الحياة و في عيون البشر:هو،هي،هنّ،هم جميعهم يمرون بجانبي، و كانت الأحداث لا تمهلني بل تمضي بي سريعا كشلال يهدرني جنونا على ابواب صمت و تغيير..

يا لهيبة اللحظات التي نجلس فيها على مرمى استرجاع الوقت و كأن الصمت اعتذار للغياب و تأخر المحطات..كأننا انخطاف من واقع عنيد فوحده سمو المشاعر يحكم المسافات و يملأ الفراغ بين لقاء و لقاء..

أذكر تماما كيف أنني أصغيت لتلك الدقة الأولى من نور في ظلمة فما ذنب المحطات اذ اجتاحنا بعض من عسر ؟

سيظل الترقب نورا يحيينا كلما ذبل نبت في الروح من جديد كعود غض اخضر صغير، و بين اغفاءة عين وصحوة رمش الف ليلة و ليلة، وبين ولادة لقاء و لقاء نظل نلمح عيدنا في عيون الوقت..

و بين الحلم و اليقين سأظل اسافر بصهيل خيلي وأفتح اماكن لم يصلها بشر،تضيء شمعتي و تضمّ لهفتي مغامرة فامضي بلا خوف حافية الأقدام على تراب عطر توقعاتي:

فدع الكون يشعل جرحك

دعه يصيح و يكتب مواجع المطر

و إن حاصرتك شراسة المشاعر تدفق نبضا في قلم ...انما تذكر:

غدا ليس كاليوم و ليس ايضا كأمس

و لاشيء يشبه اي شيء!!

و تذكر:

في كل مرة نحتاج شيئا من فقدان الذاكرة المؤقت و بعضا من شلل الاحساس و تجلد المشاعر حتى نواصل،فلا تغلق المدارات في وجه الفرح و ازرع حدائق على حواف النوافذ بياسمينة تظلل عمرك، فما حلّ ظلام إلا و تلاه نور!