مراقبة النزاهة في الإعلام


على مدار خمسة ايام تمت متابعة عدد من المواقع الاخبارية الالكترونية بهدف الوقوف على الفروقات والمقارنة فيما تنقله من اخبار يومية ويمكن القول ان النتيجة لم تكن صادمة ابدا وانما متوقعة تماما اذ تكشف ان الصفحة الرئيسية بما فيها من عناوين رئيسية تكاد تكون نفسها، ام الاكثر اثارة ربما للسخرية ان مقارنتها نفسها مع عناوين الصحف اليومية وما يرد بها يكاد يكون متطابقا ايضا، وبالتوازي تكشف ان ما تتناوله الصحف اليومية متشابه تماما اخباريا، اما اكثر ما يثير ويلفت الانتباه ان اغلب الاخبار المحلية مأخوذة عن وكالة الانباء الاردنية بترا ، في حين ان كل الاخبار الدولية مأخوذة عن الوكالات العالمية كما هي تماما عند الجميع وبالكاد تجد تحريرا مضافا او محسنا حد تطابق العناوين.
حسب هيئة الاعلام الرسمية انه هناك عشرات المواقع الاخبارية واكثر منها المتخصصة التي لا تلتزم بالتخصص، وان اليوميات عددها ست صحف، في حين تقوقع ما تبقى من صحف اسبوعية على صدور عشوائي بعد ان غلق اكثرها قسرا بعد عملية حصار ادت الى اغتيال محكم.
ولدينا مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ايضا وهذه بالمجمل لا يوجد فيها تاريخيا خبرها الخاص ابد وانما تتلقى نشراتها من بترا او اعلام الديوان، والى جانبها الاذاعات والفضائيات الخاصة وهذه كلها مجتمعة غير معنية اساسا بالخبار وانما في البرامج المنسوخة شكلا ومضمونا عن برامج عالمية شبيهة ولم بصل اي منها قط الى درجة كافي من الاهتمام، ومن الممكن استثناء فضائية رؤيا واليرموك فليلا اذ فيها قدر من الاهتمام بالاخبار لتكونا حاضرتين باختلاف ما.
خلاصة القصة.. الحديث عن معاناة الصحف اليومية ماليا ومهنيا يمكن حلها بدمجها بصحيفة واحدة على اساس تجاري والابقاء على بترا وتطويرها لبناء علاقة صحفية جدية وفاعلة، وبالنسبة للمواقع الالكترونية فليس فيها ما يثير الاهتمام جديا طالما تتشابه حتى في الاخراج ويكفي للمتابع ان يمر على اي واحدة منها يوميا ليكون تزود بما عند الجميع.
وعن الاذاعات، فإن الافضل لها ان تتنافس على نوعية الاغاني وتترك النقل عن الصحف الذي تعتبره نشرة اخبار، ولا يختلف الحال لما يخص الفضائيات التي بإمكانها ان تركز على برامج الترفيه فقط فيما ما زال ممكنا لرؤيا واليرموك ان تفقزا اذا ما اتيحت لهما حرية العمل كما الحال في الفضائيات اللبنانية مثلا.