خاطرة لامي بين ثنايا العيد

اخبار البلد

يعترينا كبشر بين الحين والأخر خلجات وجدان تشكل انعكاسات لسلوكياتنا او لأحداث مرت علينا او لعاطفة جاشت بها انفسنا عبر محطات الزمن المختلفة منها ما هو شخصي ومنها وما هو وطني ومنها ما هو قومي ومنها وما هو انساني .
ولأننا نعيش هذه الايام افراحا وأعياد فأنني سأتذكر امي تلك التي تقشبت كفاها وهي تغزل خيوط حياة عاشتها يوما بيوم وتجترح انفاسها وهي تحمي بدفئ كفيها ما يبلل الاهات والآهات التي تمر عبر قسوة حياتها وهي تكد في كبد بعد ان فارق والدي الحياة مستشهدا على اسوار القدس قبل ولادتي مدافعا ومنافحا كيد المعتدين المستعمرين.
تقول خولة لاتكتمل سعادتي الا عندما ارى الابتسامة مرسومة على وجه امي ذات القلب اللؤلوي والبريق السرمدي والحنان الذي يمد الشمس بدفئها وتملا البحار بأمومتها .
وتضيف ان امي تمتد من مشارق الارض ومغاربها وهي كل ام عربية عاصرت ظروف الحياة ايام كانت تؤد وهي حيه وأيام كانت تداوي الجرحى وتهب لمساعدة المرضى وايام كرمها الاسلام في كتابه العزير القران الكريم الذي رفع فيه منزلتها وجعل رضاها ورضا الوالدين من رضا رب العالمين .
فعذرا يا امي الوفيه ان ابطئت كلماتي وعجزت سطوري عن وصفك وعجز اللسان والكلمات ان يوفوك حقك ففي عينك ياامي تتجدد الحياة وفي عينك نرى العيد يتجدد يوما بعد يوم فأنت من تصنعين السعادة ايتها الام العربية الاسلامية يا من تنتقلين من مزارع العنيب وكروم الزيتون الى مزارع الليمون والطيون والزعتر وتحصدين حقول القمح والبيدر .
امي عذرا فليست ايام الاعياد فقد هي ذكرى لعيدك لان كل الايام عيدك ولأنك رمزا لدلة القهوة والفنجان كرما وحنوا ومربية وصانعة للأجيال ومهما قلت في محراب قامتك فلن اكفيك ياامي على امتداد ساحات وطننا العربي الكبير فكل عام وانت والوطن وكل امهات الوطن بألف الف خير .