حبـــة عنـــب
حبـــــة عنـــــب
بقلم: شفيق الدويك
عندما كتب الصديق الدكتور محمد الزيود المقيم الآن بالرياض على صفحة التواصل الإجتماعي الخاصة به الآتي: " عندما يطوّق عنقك أحد بمعروف، تحتار كيف سترد له الجميل، ومهما فعلت فلن ترد ربع معروفه، وكما قيل راعي الأولة ما بنلحق، و دائما الجزاء الطيب و الخير من الله عز وجل "، كتبت ردا راق لي أن أضعه بمقال.
كتبت: " صدقت يا صديقي، لذا ينبغي رد الجميل بما هو أجمل منه كلما، حيثما، أينما كان ذلك ممكنا، وعلى الناس تقدير ظروف الأطراف المقابلة المادية و غير المادية. العطاء المادي و غير المادي ضرورة من ضرورات العلاقات الإجتماعية، لكن الأهم هو الإبتعاد عن المطالعة بين الناس، وتحميل المتعبين منهم فوق طاقتهم و قدرتهم على الإحتمال.
طبعا من الملفت للنظر، بعد خبرة تجاوزت الأربعة عقود من الزمن في العلاقات الإجتماعية، أن هناك من الناس من يأتون إليك بصندوق عنب أو تين حسب الموسم، ثم بطلبون منك بعد أسبوعين إقراضهم عشرة آلاف دينار ليومين، ثم يتم تحول اليومين الى أن تقوم الساعة ! ، و إذا إعتذرت عن مسألة الإقراض يتم تلطيخ سمعتك و نعتك بأقبح الأوصاف.
أعجبني تصرف زميل في العمل، عندما كنت أعمل في البنوك، فبعدما أحضر أحد المتعاملين مع البنك صندوق عنب للزميل، نادى الزميل على المراسل و قال له: اطعم كل الموظفين.
بعد فترة وجيزة، طلب صاحب العنب خدمة مصرفية واهية من الزميل. إعتذر الزميل حيث قال له: " لم أضع حبة عنب من عنبك في فمي ! "