خلط وبلط الأوراق


عملية خلط اوراق منظمة ومثلها اعادة فك وتركيب في المنطقة وما عاد ممكنا معرفة الاهداف النهائية ولا تحديدها وقد كثرت التحليلات واكثر منها المعلومات المتضاربة ، والاسئلة كثيرة واكثر منها الاجابات وليس محددا الصحيح منها . ولم تعد الاولويات نفسها ولا المواقف ايضا ، فقطر اليوم في مكانة جديدة من دول الخليج ومصر والاسباب غير مقنعة لأزمتها طالما الكل في الهم عرب، وايران هي العدو الجديد والكيان الاسرائيلي بات نسيا منسيا واقرب للبعض من حبل الوريد، وحال سورية اكثر من غامض وتحرير الموصل لن يغير مما يجري في العراق.
وإذ يقال ان ايران تحتل اليوم اربع عواصم عربية فمن يحكم الباقي اذا طالما الحديث عن تحرير القدس غائب واكثر ما يقال فيها نقل اخبار الانتهاكات والاقتحامات للاماكن المقدسة، ثم إن لم يكن الاحتلال هو الوصف لحال الضفة الغربية فماذا تراه ان يكون اذا، وكيف يستوي التنازل عن فلسطين التاريخية لتكون يهودية وعمر اغتصابها لم يصل القرن، وقد سيطر العثمانيون على البلقان برمته سبعة قرون وعاد بلقان كما كان، ومن قبل الاندلس التي عادت اسبانية، فلم الاستعجال على فلسطين وبكل هذه البساطة او ربما السذاجة باعتبارها الحال العام.
والخلط يطال كل شيء في عملية بلطجة غير خافية، ففي مرة يكون الاخوان جماعات ارهابية وفي اخرى يتم التعامل معهم بشكل طبيعي، وحماس ارهابية في مكان ومقاومة مشروعة في آخر، والخلاف بين عباس ودحلان تسابقي نحو الاقدر كثرة على تقديم التنازلات، والرئيس الامريكي ترمب مع السعودية لكنه ليس ضد قطر ، ومع الاسرائيلي وحل للفلسطينيين ، ومع الاكراد مع تركيا في ان معا، والخلط اكثر من ذلك ليطال كل المكونات في المنطقة وربما يصل الى الاسرة بحيث يكون الاب او الام بواجبات غير الحالية.
الازمات في سورية واليمن والعراق وليبيا وقطر لن تحل، كما ان التفرغ لمواجهة ايران لن يتم ما لم تنتهي القضية الفلسطينية، وما يقترحه ترمب كحل قد يمر كامر واقع ، ثم اين الذي يمكنه ان يقول لا؟