المرحلة الأخطر

بدون مقدمات، فان المرحلة القادمة هي المرحلة الأخطر بالنسبة للقضية الفلسطينية، ولنضال شعبنا الفلسطيني، فكافة المؤشرات والمستجدات تشي بان القضية ستتعرض للتصفية، وأن ما يجري في واشنطن والمنطقة العربية يصب في هذا المربع.

وبوضع النقاط على الحروف..

فمحادثات صهر الرئيس ترامب، وكبير مستشاري البيت الابيض اليهودي، جاريد كوشنر، ومبعوث الرئيس الاميركي للمنطقة، جيسون جرينبلات مع الرئيس محمود عباس، تؤكد أن ادارة ترامب ليست معنية بحل عادل للقضية الفلسطينية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، ونعني اقامة دولة فلسطينية على الاراضي المحتلة عام 1967، وبحدود الرابع من حزيران، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل مشكلة اللاجئين وفقا للقرار الاممي رقم 194، وانما معنية فعلا بحل يصب في مصلحة العدو الصهيوني، ويشكل ضربة قاضية لحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية والتاريخية.

فترامب وصهره اليهودي ومبعوثه الى المنطقة هؤلاء جميعا لم يشيروا ولو لمرة واحدة،الى حل الدولتين، لا بل أن عباراتهم الفضفاضة والكبيرة، مثل عبارة «حل تاريخي».. تشير الى خطورة المشروع الاميركي، والذي لا يتعدى ان يكون «حكما ذاتيا كبيرا» .. على حد تعبير ناصر اللحام، رئيس تحرير وكالة معا الاخبارية، ولن ينص على اقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على الاراضي الفلسطينية المحتلة، وبحدود الرابع من حزيران.

الصحف الاسرائيلية، وبخاصة «هارتس» نشرت تفاصيل صفقة ترامب، والتي سيعلنها قريبا، وربما خلال اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول القادم .

وتقوم هذه الصفقة على تخفيض وتيرة الاستيطان، مقابل عودة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، والتي ستدشن بلقاء بين عباس ونتنياهو في نيويورك، بحضور ممثلين عن الدول العربية والاسلامية، ما يعني اطلاق ترامب صافرة التطبيع بين هذه الدول واسرائيل.

المتغيرات الدراماتيكية المتسارعة في المنطقة، تعزز صفقة ترامب، وتدفع الى تدشين اوتوستراد التطبيع مع العدو الصهيوني .

وفي هذا الصدد لا بد من الاشارة الى ان من تابع كلمات المشاركين في مؤتمر هرتسيليا الذي انعقد في الكيان الصهيوني «21 23 «الجاري، سيفاجىء باجماع المسؤولين الصهاينة، لا بل بتفاؤلهم بعلاقات حارة مع دول عربية،، ما يشكل انقلابا في العلاقات العربية الاسرائيلية، لم يكن يحلم به الكيان الصهيون ومنذ انشائه على ارض فلسطين العربيةعام 1948،

ولا بأس هنا من التذكير بخطاب نتنياهو في الجمعية العمومية للامم المتحدة في خريف العام الماضي، اذ اشار» لم يعد لاسرائيل اعداء من العرب».. وتصرحات يعلون « نحن والسنة في خندق واحد».

من هنا، تتجلى خطورة هذه التطورات وتداعياتها على القضية الفلسطينية خاصة، وانها على ما يبدو تنوي طي صفحة العداء مع الكيان الصهيوني، وقبل ان يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه الوطنية والتاريخية، وفي مقدمتها انسحاب جيش العدو من كافة الاراضي المحتلة عام 1967، وفي الوقت الذي تقوم في الادارة الاميركية بترتيب اخطر صفقة في تاريخ القضية الفلسطينية .

لا نحسب ان القيادة الفلسطينية والمسؤولين الفلسطينيين بغائبين عما يجري ..تحت الطاولة وفوقها، ونحسب انهم باتوا يدركون انهم امام منعطف تاريخي حاد، ينذر بتصفية القضية والحكم على الشعب الفلسطيني بالعبودية والنفي الابدي.

فهل نشهد استدارة فلسطينية، أو لنقل موقفا جريئا لافشال هذه المخططات، وقلب الطاولة على رؤوس الجميع.. قبل ان تقع الفاس في الراس.

باختصار.....

ليس امام القيادة الفلسطينية الا رفض صفقة نتنياهو، والعودة الى الشعب الفلسطيني..

الى المقاومة ...فهي الوحيدة الكفيلة بالاجابة على كل الاسئلة والتساؤلات ..

والكفيلة باعادة الحياة الكريمة الحرة الى شعب ووطن اصبح برسم التصفية.