أربعون حزناً يا عبدالمجيد

اربعون حزنا يا عبد المجيد ....

 

اجود عتمة

 

السلام عليكم دار قوم مؤمنين ... السلام عليك يابن الزطيمة ... ايها الشيخ الجليل في اهلك وربعك وصحبك الاخيار... السلام عليك منذ ان توهَّجْتَ فينا بسمق النخيل وجُود البيادر وصبر الجمال وفزعة السيوف وتواضع الكبار..

منذ تلك الايام البيضاء حتى الاربعين ليلة في برزخك الأبيض مازال نبض الذاكرة بوهج الشمس يقرأ علينا روعة صفاتك وجميل جمائلك وشمائلك، وتُزين جدارية الذكريات بالوان نازعت بروعتها لوحات قوس قزح، حتى فاض الدمع فاثخن المآقي واوغرَ في الحدقات، ونظم في سِفر النفوس قوافي حزننا وحزن قوافينا .

تبكيك حبات العيون وسُويداء القلوب بعضا من الوفاء ، والنفوس مأسورة بجلد الصابرين، وصبر المحتسبين الى ربهم ، وقد ترجلت عن صهوة الحياة ضيفا في كنف الكريم سبحانه ، فصرنا نتلمس من بعدك ظلال الفراغ الذي تركت، ونلتمس قبسا من ضياء مسيرة زيَّنْتَها بجرأة حضورك ومضاء موقفك، ولهيب فزعتك لجرش واهلها .

يا ابا محمد ..

لقد غادرتنا قبل اربعين مساء على غير عادتك ودون استئذان بعد أن أذن الله بالرحيل، وأذن لنا بالصبر والاحتساب الجميل . نستأذنك بالبكاء والبكاء والبكاء...  والطواف بسُحب الدموع حول ذكراك الآسِرة ، ويداخلنا شك في أن تكفينا الكلمات مؤونة وصف أيام عُرفت فيها مقداما في صفوف الرجال، وسخيا في صنوف الكرم ..  تُعلِّم من حولك كيف يقبض العظام على جمر المرض والأنّات تعتصر في داخلك .. تتركها تصارع الاحشاء حتى لاتنغّص مجالس الاصدقاء .

ايها الشيخ الراحل ...

ليس لنا فيك عزاء سوى انك صابر مؤمن محتسب ، وقد اخذ أنجالك الشباب الرجال من راحتيك قصب السبق في مضمار الحياة يتابعون دون إبطاء.. النهج والمسير على ذات الجادّة .. وفاء وبقاء لسراجك الذي اضأت...  عظّم الله أجرنا وأجر أهلك وأبنائك وكل محبيك .... وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.