امتحان الثقافة .....يحرم الطلبة من الثقافة
اخبار البلد- ابن البلد- سنين طوال ونحن نقلب امتحانات الثانوية العامة ونجدها على الأغلب تقارب الواقع وان شذت عنه لا تشذ ألا قليلا ,لكننا تفاجآنا في هذا العام وفي مادة الثقافة العامة المستوى الثاني أن واضعي الأسئلة ليس لهم علاقة بالأسئلة وكأنهم يعيشون في ا أبراجهم العاجية ,لان الأسئلة هذه تعاني كلها من المثالب وليس بعضها , فهي في مستوى واحد من الصعوبة حيث لم تراعي الفروق الفردية للطلبة ,لان واضعيها اعتمدوا على مقدرتهم على الإجابة كمقياس وكأنهم يضعونها لأنفسهم متناسين الفروق في القدرات بينهم وبين الطلبة ,كما أنني ا اجزم بان الأسئلة هذه بالذات لم تخضع لمقاييس التقييم لأنها لو خضعت لتلك المقاييس لعدلت وما بقيت على حالها .
وعند العودة للأسئلة واستعراضها نجد فيها الأتي ففي البداية صياغتها غير دقيقة فهي تحتمل أكثر من إجابة فهي تدفع الطلبة للارتباك وبالتالي تبعدهم عن الإجابة الصحيحة لأنهم يقعون في شرك الحيرة ,كذلك الامتحان وجد فقط لقياس التميز بين الطلبة المتميزين وتناسى باقي الطلبة المتوسط والجيد وحتى الجيد جدا لم يكن له نصيب فيها ,علاوة على أن الأسئلة لها نهج في الإجابة يختلف عن الموجود والذي اعتاد علية الطلبة ,والأدهى من ذلك أن توزيع العلامات غير عادل على الإطلاق حيث أن بعض الوحدات أخذت علامات قليلة كالوحدة الثالثة وهذا مالا يتناسب مع الوقت والجهد الذي بذله الطلبة بحقها كما أن اغلب العلامات جيرت للوحدة الرابعة وهي الأخيرة والتي وصلها الطلبة وهم في الرمق الأخير فلم تجد العناية المركزة كباقي الوحدات ,كما أن درجة الصعوبة كانت عالية وشامله وقد فاقت ال70%وليس 40%كما يقولون وان كانت الأخيرة نسبة عالية كذلك ,وللمرة الأولى تصاغ الأسئلة كمكامن للطلبة والهدف هو الإيقاع بهم وكأنهم يرتكبون جرما تريد الوزارة أو القائمين على صياغة الأسئلة الانتقام منهم وأقول القائمين لأنني اعتقد أن الوزارة لم تطلع عليها لأنها لو اطلعت ما أبقتها وحرمت على كاتبيها الشرف الرفيع في التجبر في عباد الله مستقبلا ,وهذا ما سيحدث ولكن دون ضجة,نعم أنها مكامن لأنها أولت الجزئيات اهتمامها وتناست الأساسيات فكان جلها من بين السطور أو مدفون تحت السطور متناسين زخم المادة المحشوة بالمعلومات والتي تحتاج لتركيز عالي ,ناهيك على
المدة التي سبقت الامتحان وهي عبارة عن يوم ونصف غير كافية لمراجعة المادة فقط .
هو مسلسل التوجيهي صاحب الريادة في الرعب كل عام ولكن امتحان مادة الثقافة هو من تسيد كل ذلك ,اجزم أن نسبة النجاح في هذا الامتحان لن تتجاوز ال25%وهذا يدفعنا لان نضع هذه المظلمة بين يدي معالي وزير التربية والقائمين على أمرها لأنها تتعلق بمصير عائلات عديدة من خلال مستقبل أبنائها فيجب اخذ كل هفواتها بعين الاعتبار عند التصحيح ,كذلك محاسبة كل من كان خلفها لأنهم لم يراعوا ألاء ولا ذمة فهدفهم لم يكن التقييم وإنما الانتقام وهذا بحد ذاته مدعاة لان تجد الأسئلة مستقبلا كل التدقيق والتمحيص....والله الموفق