" ما هكذا تورد الإبل يا روجرز "

اخبار البلد - 


لقد غزت بلادكم بريطانيا بلادنا واحتلتها ومكثت بها سنيناً طوال تحت شعار نشر الديمقراطية واقامة العدل واشاعة الحرية في العالم الذي نحن منه ولكنها للأسف عاثت خرابا ودماراً وتخلفاً وجهلاً ونهبت ثرواتنا وخيراتنا ولم تترك بصمة ايجابية وأعطى وزير خارجيتكم بلفور وعداً لا يملك الحق فيه لفئات مارقة من اليهود الذين جمع شتاتهم من على ارصفة مدن أوروبا في اقامة دولة لهم على أرض فلسطين لتكون ثكنة عسكرية متقدمة لكم وللغرب الاستعماري الامبريالي لابقاء سطوتكم وسيطرتكم على مقدرات وثروات المنطقة وإبقاء وطني سوريا الكبرى مفتت ومفكك وفق سايكس بيكو البريطاني والفرنسي لكي تعززوا التبعية في ظل التخلف الشديد نتيجة لذلك .

رغم كل السنوات التي تفصلنا عن رحيلكم العسكري عن المنطقة إلا أنك عدت لتمارس حقيقة ما تضمر بلادكم الاستعمارية من كراهية للمنطقة ومواطنيها وكأن لكم ثأر لا ينتهي وإلا لم تجرأت كمدير لوكالة الغوث ومن يرأسك من طرح مشروع الحيادية في أوساط موظفين وكالة الغوث وإصدار القوانين العقابية لكل من يتخطى حاجز الحيادية في وسائل التواصل الاجتماعي وتكميم أفواه الموظفين في الإدلاء برأيهم حول همهم الوطني أو الإعجاب برأي له علاقة بوطنهم المحتل ارضاءً للمحتل الصهيوني البغيض وهنا يحضرني سؤال ونحن في القرن الحادي والعشرين هل يحق للحكومة البريطانية أو اي حكومة غربية من منع اي موظف من موظفي الدولة أو اي مواطن من إبداء رأيه في كل ما يتعلق بوطنه فكيف لكم ولادارة الوكالة أن تقدم على مثل هذا القرار الجائر أم أن حالة الضعف والهوان التي وصل لها العرب نتيجة مؤامراتكم مع بعض الحكومات العربية جعلكم لا تأبهون للإنسان الفلسطيني والعربي ولا تقيمون وزناً له .

السيد روجرز عليك أن تعي جيداً أنت وادارة وكالة الغوث أن خدماتكم التي تقلصت إلى دون الصفر لم تعد تلزمنا واننا لن نكون رهناً لها ولن نذل أنفسنا من اجلها وان شهادتكم على قضية اللاجئين والتطهير العرقي الذي مارسه بني صهيون بحق شعبنا من عدمها أصبح بلا وزن او جدوى أمام تضحيات شعبنا الأبي الجبار الذي سطر ملحمة الفداء خلال ما يزيد عن قرن قارع بها المحتل البريطاني وها هو مستمر في مواجهة المحتل الصهيوني ربيبكم وربيب الغرب برغم التفوق الواضح بالسلاح والعتاد وخذلانه من قياداته والحكومات العربية ولن يكون من نتيجة سوى النصر القادم بفعل قوافل الشهداء وصمود الأسرى وجراحات الجرحى الأبطال .

وبهذا الصدد فانني اناشد موظفين وكالة الغوث ضرورة الوحدة تحت سقف المواجهة لكي لا نؤكل كما أكل الثور الأبيض وأنا على ثقة أن ادارة الوكالة لم تقدم على هذا الأجراء التعسفي الفوقي الذي سينال من القضية الفلسطينية لمصلحة العدو الصهيوني إلا من خلال حالة الفرقى والخصام بين الجسم الوظيفي الواحد في وكالة الغوث ولذلك ولكي نفوت الفرصة وننطلق باتجاه حماية حقوقنا وخاصة اطفالنا على مقاعد الدراسة لا بد من مواجهة ترتقي لحملة السكاكين في القدس ومدن وقرى فلسطين ولا بد هنا من وقوف جماهير شعبنا في حالة اسناد حقيقي ومتواصل لاسناد موظفي وكالة الغوث وصولاً لاقتلاع هذا العدو السرطاني من ارضنا نحو الخلاص الأبدي .