السعادة .. كيف نعثر عليها ؟
السعادة .. كيف نعثر عليها ؟
إن جميع البشر على وجه الأرض يتطلعون الى تحقيق السعادة ويبحثون عنها في كل جانب من جوانب الحياة ، وفي الحقيقة يمكن للانسان خلق لحظات الفرح والسعادة بنفسه ، لان السعادة نتاج لحالة التصالح التي يعيشها الفرد مع ذاته ومجتمعه والتي تتبلور بحب العمل عموما وعمل الخير خصوصا والتواصل مع الاخرين باخلاص وصدق وحب ، والمساهمة في زرع الابتسامة والبهجة والتفاؤل على وجوه الجميع .
إن السعادة دائما ما تكون مزيجا من المشاعر والعواطف النقية والانسجام مع الروح ،التي تصنع شخصا متوازنا قادر على اتخاذ قراراته بحكمة بعيدا عن التردد والخوف ، و يعيش مستمتعا بكل لحظة في حياته ولا يسمح لاية منغصات ان تعكر صفو حالة التوافق الروحي والنفسي التي يحياها ، إن السعادة تتجلى عندما يتقبل الفرد كافة أطياف المجتمع بفكرهم وآرائهم وحرياتهم طالما انها لا تتجاوز الخطوط الحمراء ، ويتعايشون معا بسلام وتسامح ومحبة .
إن المبدأ الرئيسي لتحقيق السعادة ينبع اولا : من الايمان المطلق بالله تعالى وثانيا : من ايمان الشخص بذاته وقدراته وامكاناته فهو المخلص الوحيد القادر على تحرير نفسه وحياته من كل القيود و العوائق التي تحول بينه وبين السعادة ، إن الفكرة الساذجة التي تقول بانه يجب الاعتماد على الآخرين لكي تنطلق وتتقدم وتندفع الى الامام ما هي الا فكرة بائسة ومغلوطة وبعيدة كل البعد عن مفاهيم التطور والنهوض ، صنعتها وروجت لها الفئات اليائسة التي لا تعي معنى الامل والثقة بالنفس .
في الختام .. يمكن أن تكون سعيدا بالنظر الى المستقبل المجهول دون خوف او قلق .. يمكن ان تكون سعيدا عندما تتقبل نفسك وتتصالح معها ومع محيطك .. يمكن أن تكون سعيدا عندما تحب ذاتك على طبيعتها دون رتوش وتسعى باستمرار لتطويرها للافضل والاجمل ، إن السعادة ليست شيئا صعب المنال طالما لدينا الايمان الكافي بالله عز وجل و بانفسنا وقدراتنا واستقلاليتنا المطلقة عن الاخرين التي من شأنها ان تجعل منا أشخاصا فاعلين سعداء مقبلين على الحياة بخطوات ثابتة واثقة ، قادرين على الانجاز والانتاج والتطور والتميز .