السير قدماً نحو الهاوية


الحسم وانهاء الازمة في سورية بات اكثر تعقيدا بعد تحديات وتهديدات جديدة بين موسكو وواشنطن على شرق وغرب الفرات ، كما ان الاستقرار في العراق لا يلوح امام احد والانشقاقات فيه وعليه تزداد ولم تعد داعش هي المشكلة وإن تتخذ كغطاء لاستمرار الصراع الطائفي، والقضاء على التنظيم في الموصل والانبار لن يغير من معادلة الانقسام الطائفي والعرقي باعتبار التناقضات بين سنته وشيعته واكراده.
وفي ليبيا لن تتغير معادلة الصراع واطلاق سراح سيف القذافي زاده تعقيدا، وما يجري في اليمن مرشح لمزيد من المواجهات وستقود التغيرات في الخليج العربي الى طريقة مختلفة في ادارة الحرب ونقلها باتجاه طهران مباشرة ، وكذلك الامر في ملف الازمة مع قطر حيث الاكيد انه لن يكتفي بالحصار ما لم يخضعها تماما .
الاوضاع في مصر تشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة ، ونهاية قضية الجزر بتسليمها للسعودية ستؤجج مشاعر الرفض في الشارع المصري اكثر فاكثر خصوصا وان الاوضاع الاقتصادية تزداد سوءا بما تضيفه من اعباء على المواطن ما عاد بالامكان تحملها ، وهنا في الاردن لا يمكن فهم حديث رئيس هيئة الاركان مع المتقاعدين العسكريين الا على اساس الطواريء غير المعلنة لطبيعة مخاطر الانعكاسات المحتملة لما يجري في كل دول الجوار والاكثر خطورة الممارسات الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية .
وليس غائبا ان السودان يعاني والخلافات فيه تتفاقم ودارفور قضية حية قد تنفجر في اي لحظة ، والهدوء في تونس لا يؤشر على اعتماد نهائي للاحتكام النهائي لمبدأ الديمقراطية ، وفي الجزائر بقاء عبد العزيز بوتفليقة على رأس الحكم رغم انه مقعد يدلل على حجم البركان فيها الذي يتوقع انفجاره بعد رحيله .
والحديث عن وفاة محمود عباس وما يجري بين دحلان وحماس في غزة يثير مخاوف قيام دولة فيها مقابل اخرى ملحقة في الضفة . وفي المجمل فان كل المشهد العربي وما فيه من احداث قد يدفع الى الانتقال لمرحلة جديدة فيها كل احتمالات التدمير المتبادل ليس داخل حدود الدولة الواحدة وانما فيما بينها جميعا ، وهذا في الواقع هو السبيل الوحيد لتحقيق جوهر الاهداف الاسرائيلية التي تصر على حدود دولة من الفرات الى النيل .