|
كنّا نتوقّع استقالة الزميل العزيز طاهر العدوان، وهو لم يُخف الأمر عن أصدقائه، ولعلّه تأخر لأسباب تتعلق بأخلاقه العالية، وعدم رغبته بإحراج الحكومة .
على أنّ الكيل طفح، على ما يبدو، وشخصياً لن أتوقف أمام السبب الرئيس المعلن، وهو تقييد الحريات في تعديلات القوانين، على ما فيه من أسباب وجيهة تستدعي الاستقالة، ولكنّني أتوقف عند ما ذكره عن قوى الشدّ العكسي التي لا تريد الإصلاح، والقوى من خارج الحكومة التي تضغط من أجل سياسات وقرارات معينة.
فالعدوان يعلنها صراحة، وإذا لم نعمل على وقف التجاوزات فسنصل إلى ما وصلت إليه دول أخرى، وبالنص هو يقول:
« هناك تراخ وتهاون في مواجهة ظاهرة الاعتداءات التي يريد البعض من خلالها أن ينقل البلاد من اجواء الاحتجاجات والاعتصامات الهادئة ، التي مكنت الأردن من تجاوز ازمات خطيرة ، إلى حالة من الفوضى ونشر الكراهية واشاعة عقلية الانتقام والتصرف فوق القانون وبقوانينه الخاصة .
لم نشكّ في لحظة أنّ طاهر العدوان سيكون دائماً متسقاً مع تاريخه النظيف، ولن يسمح بتلويثه مهما كان، وهذا ما فعله باستقالته المسبّبة الموجهة للرأي العام، أكثر ما هي موجهة لرئيس الوزراء .
|