الاعتصامات ضد الفرنسية
الاعتصامات ضد الفرنسية
عاطف عتمه
لم امتعظ يوما كما امتعظت من عملية القرصنة والعبث التي تعرض لها مكتب الفرنسية التي تديره الزميلة الصحفية رنده حبيب ذات المهنية العالية والمصداقية المعروفة والجرأة الأدبية المعهودة .
إن الاعتداء على مكتب الفرنسية والعبث بمحتوياته وما تبع من اعتصامات أمام السفارة الفرنسية لإقالة مديرة المكتب إجراءات لا تتناسب مع أجواء الديمقراطية التي تتطلب شيوع الأريحية وسواد مجتمع الحريات الصحفية والعامة واحترام الرأي الأخر بل أن ندفع بكل ما نملك لندافع عن حق أغيارنا في التعبير عن آرائهم وهي روح الديمقراطية الحقّة .
وقد أكد منذ زمن بعيد صاحب نظرية الديمقراطية مقولته الشهيرة : " إنني قد اختلف معك ولكنني ادفع عمري ثمنا لحقك في التعبير عن رأيك "، ثم إن الصحافة والصحافيين ليسوا من صنف الملائكة ولا يرتقون إلى درجة المعصومين الكمّل ، ويجري يوميا إن يحصل لبس أو خلل في المصادر رغم دقة المراسلين المهنيين من أمثال رندة ولا يعني ذلك نهاية الدنيا ، بالرغم من نسبة الزميلة خبرها إلى مصدر امني اعتمدت عليه في نقل خبرها وتحتفظ بسرية المصدر ، والأصل أن من يتضرر يتحتم عليه اللجوء إلى القانون والقضاء لأنه الفيصل بين الناس وليس الفوضى والتعبير اللاحضاري ، لان الأساليب اللاحضارية المتخلفة لا تعطي
سوى انطباعات غاية في السوء عن الشعب الأردني أمام العالم المتحضر .
وعند ذكر الزميلة المحترمة يعرف كل ممتهني مهنة الصحافة انه لم يحظ صحفي أردني عبر عقود مضت بأخبار سبق من كل الجهات الرسمية كما حظيت الزميلة رنده حبيب عبر عقود من الزمن ، وكانت الابن المدلل للمؤسسات والمسئولين وكان يستمتع الجميع بنكهة الخبر المميزة على لسان وكالتها ، فلماذا نلعنها اليوم ونطالب بإقالتها ونلقي باللائمة عليها ، اوليس من باب أولى أن نذهب إلى القضاء ونحاكمها إن شعرنا أنها اخطات حقا ، ثم ليقرر القضاء ما ما إذا كان شعورنا خائبا آم صائبا في ظل قضاء نوعي ومتخصص وقوى كثيرة تراقب وتحاسب .
إننا نرغب بالتقدم إلى الأمام خطوات وحمل شعلة رسالة الديمقراطية والقبول والتسامح وسيادة القانون وان نقدم النموذج دولة وحكومة وشعب ، فالجميع شركاء في إثراء المسيرة فلا مناص من دعم حرية الصحافة وإطلاقها ليكون سقفها السماء .