قطاع النقل في عيون ملكية


في إجتماع ترأسه جلالة الملك للاطلاع على خطط الحكومة لتطوير قطاع النقل العام وتطبيق ما ورد في خطة التحضير الاقتصادي، سلط جلالته الضوء على اهمية قطاع النقل وضرورة ايقاف تراجعه لا بل النهوض به وتحسين خدماته لما لهذا الامر من أثر في تحسين حياة المواطن. فمن غير المقبول أن يعاني المواطن في الوصول الى عمله او بيته بسبب غياب وجود تشريعات حديثة تنسجم مع التطورات التكنولوجية في هذا المجال.


هذه الرؤية الملكية غاية في الاهمية اذ لا يجوز ان تبقى النظرة الى قطاع النقل على انه قطاع ذات صلة غير مباشرة في الانتاج او ان يكون غياب منظومة نقل متطورة بالامر العادي، فقط النقل هو في صميم العملية الانتاجية لا بل هو عصب الاقتصاد الوطني وبالتالي فان تطوير قطاع النقل هو رافعة مهمة لتطوير الانتاج والانتاجية وهو اداه هامة لاحترام الوقت وتوفير المناخات المناسبة لبيئة الاعمال ومن هنا جاءت دعوة جلالة الملك في ان يحظى هذا القطاع بالرعاية التي يستحقها وبالتطوير والتشريعات التي تجعل من هذا القطاع واجهة حضارية اقتصادية اجتماعية تنموية. اضف الى ذلك ان توفير منظومة نقل عام منضبطة ومتطورة وادخال ثقافة المواصلات العامة في الحياة اليومية انما هو ليس فقط تعزيز للاقتصاد الوطني وايقاف الهدر في طاقات وموارد لا داعي لهدرها بل هو في بعده النهائي حالة ثقافية متقدمة وحالة التزام تزرع في النفس منظومة قيم عامة وثقافة مجتمعية متقدمة متعاونة تصب كلها في النهاية في احترام الانسان وفي احترام الحفاظ على سوية من الخدمة العامة متقدمة توفر له مناخات العيش وأسباب العمل وبالتالي اداء أكثر فاعلية لجملة الاقتصاد الوطني.

ان تسليط الضوء على قطاع النقل من قبل جلالته انما هي صرخة وهي استنهاض للهمم لكل المعنيين والمسؤولين في القطاعين العام والخاص على ان يجدوا مخرجا مهما لتطوير هذا القطاع، ولا تعتقد هنا ان الامر يعتبر صعبا بل ان ما هو مطلوب انما يصب في خانة حسن ادارة الموارد وتعميق التعاون بين القطاعين العام والخاص، فالمسألة في النهاية هي مسألة ادارية تنظيمية بحتة وانها ضمن الامكانات، وبالتالي فان على الاجهزة المؤسساتية المعنية في قطاع النقل ان تسعى جاهدة الى نقل النظرة الملكية الى واقع والى عدم إهمال هذا القطاع وإبقائه ضمن المصالح الضيقة، بل ان انتقال قطاع النقل الى واجهة التنظيم والتحديث والتطوير وجعله تعبيرا حقيقا عن اهمية منظومة النقل وعصب الاقتصاد انما تصب في النهاية في تحسين المناخ الاستثماري وفي اعطاء الصورة المشرقة على القدرة على التنظيم المتميز فغياب منظومة النقل العام الحضارية لا يمكن ان ينظر اليها بايجابية مثلما انه لا يمكن الا ان يكون نجاح وجود مثل هذه المنظومة هو نجاح في جانب هام من جوانب حسن استخدام الموارد المتاحة.

رئيس غرفة التجارة الدولية