حماس تنفي الاتفاق مع دحلان على «إدارة غزة» وتؤكد: مصر وعدت ببذل جهود لحل مشاكل القطاع
اخبار البلد-
تضاربت الأنباء حول وجود اتفاق أبرم في العاصمة المصرية القاهرة، بين وفد حركة حماس، ومحمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح، والمسؤولين المصريين، بهدف التخفيف عن قطاع غزة. ففي الوقت الذي نفت فيه مصادر في الحركة عقدها أي اتفاق بوساطة دحلان، مع المسؤولين المصريين، أكد مسؤول في الحركة أن لقاء عقد بين وفد حماس و»جماعة دحلان»، وأبدى تفاؤله إزاء المرحلة المقبلة.
ولم تخف حركة حماس تلقيها وعودا من الجانب المصري لإيجاد حلول لمشاكل سكان غزة، بعد طرح وفدها برئاسة مسؤولها في القطاع يحيى السنوار «هموم الغزيين»، لكن من دون وجود طرف آخر في الحوار، في إشارة إلى دحلان، وذلك بعد أنباء ذكرت أنه كان حاضرا في تلك اللقاءات، وأن اتفاقا ثلاثيا أبرم في القاهرة، لإدارة قطاع غزة، بمشاركة «جماعة دحلان» إضافة إلى حماس.
ونقلت مواقع عدة مقربة من حماس، عن مصدر مطلع في الحركة قوله فجر أمس الإثنين،بعد ورود الأنباء التي تحدثت عن مشاركة دحلان في الحوارات، أنه «لا صحة لما تداولته بعض وسائل الإعلام من أنه قد تم التوقيع على تفاهمات». وأوضح المصدر أن الوفد «حظي ببالغ التقدير وأعلى مستويات الكرم المصري الأصيل، وتم دراسة الملفات المشتركة بصورة جدية ومعمقة مع الإخوة المصريين».
وبين أن الحوارات تجري بين وفد الحركة والقاهرة من «دون وجود أي طرف آخر»، والمقصود دحلان، مشيرا إلى أن القاهرة «أبدت حرصا كبيرا واهتماما عاليا بإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية».
وأشار إلى أن وفد الحركة في القاهرة عرض هموم الفلسطينيين عامة، والغزيين بشكل خاص، وأن الجانب المصري وعد بـ «بذل قصارى جهوده في إيجاد حلول للقضايا المطروحة كافة».
وسبق ذلك أن جرى الكشف عن تحقيق الوفد خلال لقاءاته في القاهرة مع مسؤولي جهاز المخابرات العامة المصرية، الجهة التي تشرف على الملف الفلسطيني والعلاقة مع الفصائل، «نتائج إيجابية كبيرة» على مستوى العلاقة بين مصر وحماس والتوجه المصري نحو قطاع غزة بصورة عامة.
وجاء نفي المصدر الذي نقلت عنه وسائل إعلام قريبة من حماس بوجود اتفاق أبرم بمشاركة دحلان، في الوقت الذي أشار فيه القيادي في الحركة أحمد يوسف، إلى عقد وفد الحركة لقاء مع «جماعة دحلان».
وكتب أحمد يوسف على صفحته على موقع «فيسبوك»، يقول «وأخيراً جاء اللقاء بدحلان أو بعض رجالاته المقربين في القاهرة، وتحقق كل ما كنا نقوله منذ زمن طويل أن السياسة هي حالة متقلبة تحكمها المصالح وقد تتبدل من حين لآخر».
وأشار إلى أن ما وصفها بـ «حالة التشظي والانقسام» التي عليها الأحوال السياسية، وتراجع القضية الفلسطينية إقليمياً وفي المحافل الدولية «تفرض مثل هذا اللقاء»، وأضاف «أتمنى أن نوجد اللغة ذاتها والآلية المناسبة للتحرك الجاد والمصالحة أيضاً مع الأخ الرئيس (محمود عباس) أبو مازن».
وأضاف وهو يشير إلى وجوب حل مشاكل قطاع غزة «أن كلاً من الرئيس عباس ودحلان، هما لاعبان مهمان في ساحتنا الفلسطينية، وليس من الحكمة استمرار القطيعة واستحكام العداء معهما».
وأشار إلى أن بعض اللقاءات مع جماعة دحلان كانت تتم في الخفاء، وبعيداً عن أعين الناس وكاميرات وسائل الإعلام، لافتا إلى أن الظروف بدأت تنضج للحديث عن لقاءات تتم، وإن كانت تفاصيلها لم تخرج للعلن بعد.
وقدم أحمد يوسف الشكر لمصر التي قالت إنها «وفرت أجواء اللقاء، والتوقيت الآن مناسب لتلطيف الأجواء السياسية وتهيئتها لاستعادة وحدتنا الوطنية».
وختم تصريحه بتساؤل عن إمكانية تحقيق الاتفاق الذي لم يكشف عنه بالقول «هل من حق شعبنا أن يتمنى ويحلم بأن فرحتنا بالعيد هذا العام هي فرحتان؟ عيد الفطر وإنهاء الانقسام؟»، وتابع «دعونا نتفاءل، ونبشر شعبنا، لعل وعسى».
جاء ذلك عدما قال كاتب فلسطيني من قطاع غزة معارض للرئيس عباس، إن «مذكرة تفاهم» جرى التوصل إليها بين وفد قيادة حركة حماس برئاسة السنوار، ووزير المخابرات العامة المصرية خالد فوزي، ودحلان، تحظى حسب ما قال بـ «ضمانات عربية وأجنبية كبيرة».
ونقل موقع «أمد» عن الكاتب فايز أبو شمالة، أن المذكرة تهدف إلى «ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني»، وأنهم اتفقوا على جميع القضايا المشتركة والملفات الخلافية.
وبين أن مذكرة التفاهم تنص على بنود عدة أولها، إنجاز ملف المصالحة المجتمعية، التي رصد لها مبلغ 50 مليون دولار، مشيراً إلى أن شخصا من طرف دحلان سيشرف على الملف ويرعاه، وأن اللجنة ستباشر أعمالها قبل كل اللجان الأخرى، ومن المتوقع أن تبدأ عملها بعد عودة وفد حماس إلى قطاع غزة مباشرة.
وحسب ما قال أيضا فإن وفدي حماس ودحلان اتفاقا على اللجنة الإدارية التي ستتولى شؤون قطاع غزة، مشيراً إلى أن ملف الأمن ووزارة الداخلية سيبقى بالكامل مع حركة حماس، وسيتولى دحلان السياسة الخارجية والدبلوماسية، ويحشد التمويل والدعم الدبلوماسي والسياسي للحالة الجديدة في قطاع غزة. وتطرق الكاتب كذلك لكيفية الإشراف على المعابر التي تربط قطاع غزة بمصر وإسرائيل.
وحسب ما ذكر فإن الاتفاق يشمل تشغيل محطة الكهرباء، وأن المواطنين في غزة سيلمسون التغييرات بعد عودة وفد حماس من القاهرة.
ولا يستبعد الكاتب أبو شمالة، أن يكون التوافق بين مصر وحماس ودحلان مقدمة لـ «مشروع كبير جداً» يتم فيه فصل غزة عن الضفة، وأن يكون مقدمة لـ «حل إقليمي تكون غزة جزءا منه». وجاءت تصريحات أبو شمالة المثيرة، قبل أن تنفيها حماس، وتؤكد فقط عرضها دون «طرف ثالث» والمقصود دحلان، مشاكل قطاع غزة على المسؤولين المصريين، الذين وعدوا حسب الحركة ببذل الجهود من أجل حلها.
وكان وفد رفيع المستوى من حماس بقيادة السنوار، وعضوية كل من روحي مشتهى وتوفيق أبو نعيم، بدأ مطلع الأسبوع الماضي زيارة للعاصمة المصرية القاهرة، حيث أجرى هناك مباحثات مع الجانب المصري تتعلق بالقضية الفلسطينية، والبحث عن حلول للقضايا التي تهم الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها التخفيف عن سكان قطاع غزة، الذين يعيشون تحت وطأة الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 11عاما.