|
جيرة الله عليكم والحاضر ايخبّر الغايب ..أنتم مدعوون جميعا الى حفل اطلاق نسخة اليكترونية من كتابي الأخير «هكذا تكلم هردبشت»، وذلك في مقهى ركوة عرب في جبل اللويبدة م عمارة ضراغمة، على دوار باريس، وذلك اليوم الثلاثاء الساعة السابعة مساء.
أما الذي لن تسمح له الأحوال على القدوم ، فإني أقدم له هنا نص الكلمة التي سألقيها بمناسبة الحفل، اشرح فيها مبررات هذا العمل الغريب الذي قمت به.
«أمّا قبل ُ ،
ها هي هردَبشتيّاتي التي أقدّمُها لكم على طبق ٍ من َ البلاستيك ِ المرشوش ِ بالليزر المثقل ِ بنشيجي المخنوق من كَثرة الإفراط ِفي التدجين ِ .. لا تأخُذوها على مَحمَل ِ الجِد ّ تماما ً، ولا على محمل ِ المزاح !
إنّها إبحار ٌ .. مُجرّدُ إبحار ٍ أهوج في ظلمات ِ الذاتِ : ذاتي .. ذاتكم ..ذاتهن... ذاتهم .. ذاتنا .... فما أنا إلاّ قارب ٌ صغير ٌ لم يَقنع ْ بالبقاء ِ وممارسة ِ الشخير ِ الآمن ِ في الموانيء الراكدة ٍ، لأنّه لم يُصنع من أجل ِ ذلك .. بل صُنِع َ لمواجهة ِ التيارات والأعاصير ِ والهوامير .
إن ّ مواجهة َالحكومات ِ خطيرة ٌ بالفعل ِ ، لكن ّ الأخطر َ منها مواجهة ُ الذات ِ ، أن ْ تواجِه َ ذاتَك َ وأنْ تَغرِزَ خِنجَرَك َ في صَدرِك أنت َ أوّلاً ، لِتُخْرِج َ مِنْه ُ
صَديد َ الرُّكود ِ الآســــِـــن .
أمّا بعد ُ ،
فقد قَبِلْت ُ طَوعا ً أن ْ أكون َ فأرَ تجارب ٍ ،
وأ ُصْدِر َ كتابي النثري َّ صوتيا ً، دون َ أنْ آبَه َ كثيراً بأن ْ أكون َ الأوّل َ أو الثالث َ أو العاشر َ في العالم العربي ّ ، بل أرَدْت ُ أن ْ أُساهِم َ في كَسر ِ الحاجز ِ الإلكتروني ِّ بين َ المكتوب ِ والمسموع ِ ، وأقدِّم َ بالتالي ، لفاقِدي البَصر ِ ، دون َالبصيرة ِ، فرصَة َ تذوُّق ِ النص ِّ من مُقترِف ِ الكتابة ِ مباشرة ً، بلا وسائِط َ يدويّة ٍ أو إلكترونية ٍ تُقدِّم ُ النص َّ بشكل ٍ آلي ٍّ خال ٍ مِن َ الأحاسيس ِ والمشاعر ِ والانفعالات ِ ، التي هي رُوح ُ النصِّ الدائمة ِ الاخْضِرار .
كما أَرَدْت ُ أنْ أُجَرِّد َ المشغولين َ أو غير َ الراغبين َ أو غيرَ القادرين َ على القراءة ِ من أيّة ِ حِجّة ٍ يُبرّرون َ فيها تقاعُسَهُم عن تذوُّق ِ المُنتج ِ الثقافي ِّ ، الذي قد يُضيء ُ عَتمَة َ القلب ِ والرّوح ِ بنور ِ المعرفة ِ .. وأرَدْت ُ ، وبشكل ٍ جانبي ٍّ ، أن ْ أمْنح َ الباحثين َ عن ِ الأخطاء ِ النّحَوِيّة ِ والبلاغيّة ِ مُتعَة َالتقاط ِ جميع ِ أنواع ِ الأخطاء ِ والعيوب ِ .. فأنا أقرأ ُ بلهجة ٍ أقرَب ُ إلى العاميّة ِ لأنّي عاجز ٌ عن ِ القراءة ِ بالفُصحى ، التي هي قضيّة ٌ نسبية ٌ أيضا ً.
واكتشَفت ُ ، وبالمناسبة ِ، خِلال َ القراءة ِ ان
كتابي َ يُعاني من الضّعف ِ والرّكاكة ِ في الكثير ِ
من َ المواقع ِ ، وأنصحُكُم بعدم ِ الاستماع ِ إليه ، إلاّ على سبيل ِ الفضول ِ ، إن ْ رَغِبْتُم .. وقد أُعْذِرَ مَنْ أَنْذَرَ .
في البدءِ كانت الكلمة ُ... وكانت الأخطاء ُ الإملائية ُ واللُّغوية ُ والصّوتية ُ والبيانيّة ُ والبديعيّة ُ وشوربة ُ الهيطليّة !
في البدء ِ كانت ْ الكَلمَة ُ .. وصارت ْ صُوتا ً صارِخا ً بين َ أقراص ِ اللّيزَر ِ !
فَلنَصْرُخ ُ معا ً ..
ولنَسخَرُ معا ً ..
وَمنْ مِنكم بِلا سُخرِيَة ٍ ، فَليَرْمِني بِحجر»
|