|
مطار الملكة علياء الدولي من المطارات الكبيرة نسبيا ويشهد حركة طيران كثيفة على مدار ساعات الليل والنهار وهذه الطائرات تكون في العادة محملة بعدد كبير جدا من حقائب المسافرين الثقيلة وهذه الحقائب تحتاج إلى عمال لتحميلها في الطائرات المغادرة وإلى تنزيلها من الطائرات القادمة وكذلك من طائرات الترانزيت وهؤلاء العمال لا يمكن الإستغناء عن خدماتهم أبدا لأن عملهم ضروري جدا حتى تستقيم حركة الركاب والطائرات في المطار.
عمال الشحن في مطار الملكة علياء الدولي يعملون على نظام الفترات وكل فترة مدتها ثماني ساعات لأن العمل يجب أن يستمر أربعا وعشرين ساعة.
مسؤولو الشحن في المطار قرروا فجأة دمج فترات العمل إعتبارا من بداية شهر تموز القادم لتصبح الثلاث فترات فترتين ومدة كل فترة إثنتي عشرة ساعة تبدأ الفترة الأولى في الساعة السابعة صباحا وتنتهي في الساعة السابعة مساء والفترة الثانية من الساعة السابعة مساء حتى الساعة السابعة صباحا.
لا ندري كيف قرر مسؤولو الشحن إلغاء الثلاث فترات ودمجها في فترتين وهم يعلمون تماما أن هذا الإجراء يتناقض مع قانون العمل والعمال ويخالفه مخالفة صريحة لأن هذا القانون ينص على أن فترة العمل الواحدة يجب أن تكون مدتها ثماني ساعات والمشرعون الذين وضعوا هذا القانون أخذوا بعين الإعتبار النواحي الإنسانية وقدرة العامل على التحمل ومدى إنتاجيته خلال فترة العمل فالعامل الذي يعمل ثماني ساعات يكون نشيطا وقادرا على العمل أما العامل الذي يعمل إثنتي عشرة ساعة فسوف ينهك ويمل من العمل بالإضافة إلى ذلك فقد يكون رب عائلة وهذه العائلة بحاجة إليه فمن غير المعقول أن يغادر هذا العامل منزله في الساعة الخامسة والنصف أو السادسة صباحا ليتمكن من الوصول إلى المطار ويعود إلى منزله الساعة الثامنة والنصف أو التاسعة مساء مع الأخذ بعين الإعتبار مسافة الطريق.
عمال الشحن في مطار الملكة علياء الدولي هم بشر مثلنا ولهم طاقة محددة على العمل ولا يستطيع الواحد منهم الإستمرار في عمله إثنتي عشرة ساعة ومسؤولو الشحن يعلمون تماما بأن عمل هؤلاء العمال هو عمل شاق لأنهم دائما إما يحملون الحقائب إلى الطائرات أو ينزلونها وبعض هذه الحقائب كبير جدا.
قرار دمج فترات العمل الثلاث في فترتين يجب أن يلغى لأنه قرار غير إنساني وغير شرعي ولأنه يخالف قانون العمل والعمال ونحن نعرف جميعا أن أي مسؤول يتخذ قرارا ما يجب عليه أولا أن يدرس تبعات هذا القرار ومدى فائدته أو ضرره فلا يجوز إتخاذ قرارات عشوائية غير مدروسة قد تلحق الضرر بعشرات العمال الذين يقومون بواجبهم خير قيام من خلال عملهم لمدة ثماني ساعات أما أن نرهق هؤلاء العمال بأن نجبرهم على العمل اثنتي عشرة ساعة فهذه مسألة غير مقبولة أبدا ويجب إعادة النظر فيها بسرعة.
|