ثم ماذا يا اتحاد ومنتخب الكرة؟

أخبار البلد -


صالح الراشد


لا ندري هل وضع كرتنا حاليا أمر طبيعي، او صنعته ظروف القرارات الخاطئة لمجلس الادارة في تنظيم البطولات وتغيير المدربين والانتقال من مدرب سيء الى اخر أسوء، وكل يدعي العبقرية ويوهمنا بغيرته على كرتنا وانه يسعى لصناعة منتخب جديد لدرجة شعرنا بان منتخبنا عاد الى عصر الفحم من كثرة ما أعادو صناعته ، وبالتالي أصبح علينا الانتظار طويلا مع مدربين من الصف الثالث حتى نبلغ عصر النفط والغاز، وربما لن نصل في ظل المعطيات الحالية التي جعلتنا نشعر ان منتخب الكرة اخر هموم اتحاد كرة القدم، وتولد هذا الشعور في ظل الخيبات المتتالية للمنتخب في اللقاءات الودية، فخسر أمام العراق ثم تعادل مع هونغ كونغ، فيما أصبحنا نلعب مع الفرق الضعيفة في أسيا بعد ان كنّا نصارع استراليا واليابان والسعودية ونفوز عليهم، فيما اليوم أصبح صعبا على منتخبنا الفوز على فرق حديثة بكرة القدم.



الوضع مأساوي وأحاديث المدرب كسراب يحسبه العطشان ماءً، وجمهورنا متعطش لإعادة التاريخ واتحادنا يبدو انه غير قادر على التقييم لعدم وجود أي خبير في اتحاد الكرة، ومن يقوم بالعمل الفني هو الامين العام ومستشاريه الذين لا شأن لهم من قريب أو بعيد بكرة القدم، لذا فنحن غير متفاجئين من وضع المنتخب الحالي، كون المفاجأة ستكون في حال تطوره، كون أسس التطوير واضحة المعالم ولها مقاييس علمية وطبعا نحن لم نقدم منها شيء، وفِي مقدمتها الاهتمام بالبطولات المحلية بدءً من الفئات العمرية وانتهاءً بفرق المحترفين اضافة الى وجود خبراء في العمل الاداري ومثلهم في العمل الفني، على ان يرتبط هؤلاء جميعا بإدارة موحدة يديرها مختص بالامور الفنية، وكل ما ذكر يتنافى مع وضع الاتحاد الذي لا يعرف أحد كيف تتم ادارته ، فهل يديره نائب الرئيس كما في عهد المهندس نضال الحديد ومحمد عليان أم يقوم الأمين العام بهذا الدور، وفِي كلتا الحالتين يجب تحديد صلاحيات نائب الرئيس والامين العام بقضية المنتخب الوطني، كما يجب احياء لجنة الخبراء او اللجنة الفنية لتقوم بالدور الرقابي على المنتخبات الوطنية.



لقد فشل الدكتور عبد الله المسفر في ترك أي بصمات إيجابية على المنتخب الوطني مما يعني انه غير قادر على زيادة قدرات اللاعبين لضعف معرفته بمستوى اللاعبين الفني لذا تكون خططه مبنية على الوهم وليس الواقع.



ان كرتنا تحتاج الى خبير استراتيجي قبل حاجتها الى مدير فني، كون الخبير يبني لسنوات من خلال برنامج جماعي لجميع المنتخبات فتكون المحصلة ذات فائدة شاملة للجميع.



بعد التعادل مع هونغ كونغ والتراجع في تصنيف الفيفا نتساءل، هل بقي لمنتخبنا هيبة كتلك التي كانت في عهد المرحوم المصري محمود الجوهري والعراقي عدنان حمد اللذين نجحا باقتدار، لكن نجاحهما لا يعني ان المسفر بامكانه النجاح .
كرتنا تحتاج الى أربع تغيرات حتى تعود قوية وهي : تعيين مخطط كروي ونائب رئيس جديد وأمين عام صاحب خبرة وايضاً جديد ومدير فني للمنتخب ، وهذه التغييرات أصبحت حاجة ماسه قبل ان نتراجع أكثر وأكثر.